تداعيات الغزو التركي: فرار عشرات الارهابيين من السجون شمال سوريا
كشفت مصادر استخباراتية أن”الجيش السوري الحر” المرتبط بالمجموعات المتشددة أقدمت على إطلاق سراح عشرات الإرهابيين المسجونتين في سجون الأكراد ، مستغلا الغزو الذي يشنه الجيش التركي شمال سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية ‘قسد ‘وحالة الهلع والفوضى.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ،قد قال منذ يومين إن المقاتلين الأكراد المناط بهم حراسة السجون أطلقوا سراح المعتقلين داخلها بهدف لفت انتباه الولايات المتحدة، بعد أن أمرت وزارة الدفاع الأميركية جميع الجنود الأميركيين بالإنسحاب من المنطقة منذ أسبوعين ، ما أدى إلى التوغل التركي شمال سوريا.
وكان “الجيش الحر” المصنف تنظيما إرهابيا في سوريا قد شنّ هجوماً عنيفاً على شمال سوريا، أسفر عن مقتل العديد من عناصر “قوات سورية الديمقراطية” إضافة إلى العديد من المدنيين.
يذكر أن عناصر”الجيش الحر” انشقوا عن الجيش العربي السوري عام2011 وحاولوا الإطاحة بالحكومة السورية.
وفي عام 2013 بدأت قوات “الجيش السوري الحر” بالإنضمام إلى “جبهة النصرة” التي كانت تحارب الحكومة السورية أيضاً ولها علاقات مع تنظيمي “القاعدة” وداعش.
وقالت مصادر متنوعة إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد قادرة على حراسة السجون التي تم إطلاق السجناء منها شمال سوريا والتي كانت تحت سيطرة القوات الكردية، ما يفسر أن القوات المدعومة من تركيا هي التي أطلقت سراح السجناء.
ولكن الحكومة التركية استخدمت تسجيل فيديو لسجن فارغ في بلدة تل أبيض في شمال سوريا، للإدعاء بأن ‘قوات سوريا الديمقراطية’ قامت عمدا بإطلاق سراح عناصر “داعش” قبل الهجوم التركي.
وكان ترامب قد حذّر في وقت سابق من سعي أنقرة إلى إطلاق سراح عشرات الإرهابيين من جنسيات مختلفة بطريقة متعمدة.
وفي هذا الإطار كانت القيادة العامة للجيش الليبي قد لفتت من جانبها إلى مساعي الرئيس التركي أردوغان إلى نقل إرهابيين إلى ليبيا للمشاركة في الصراح والقتال رفقة الميليشيات الإرهابية.
وتعيش مناطق شمال سوريا ، وضعا هشا بعد أن منح الرئيس الأمريكي تركيا الضوء الأخضر للتحرك لاحتلال المنطقة. وبعد مرور نحو ستة أيام على دخول الجيش التركي إلى المنطقة، هرب نحو 800 سجين وعائلاتهم كانوا يقاتلون ضمن تنظيم ‘داعش’ الإرهابي.
ويرى محللون أن تنظيم الإخوان يسعى إلى تنفيذ مخططه في سوريا بعد أن فشل في الإطاحة بالنظام من خلال الإستعانة بالأتراك، وهو ما ظهر جليا من خلال مشاركة الجيش السورى الحر الذى يتألف من عدد من الفصائل الإسلامية السورية وعلى رأسها جماعة الإخوان بسوريا، مع قوات رجب طيب أردوغان فى العملية العسكرية التركية ضد الشمال السوري.
وكان مساعد الرئيس التركى ومدير الإتصالات بالرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، قد كشف فى تصريحات له قبيل انطلاق العملية العسكرية، بأن الجيش التركي سيعبر مع الجيش السوري الحر الحدود مع سوريا.
وكانت جماعة”الإخوان المسلمين”في سوريا قد ناشدت أردوغان أن يتولى حكم “المنطقة الآمنة” في الشمال السوري. و توسّلت الجماعة في بيان لها الرئيس التركي بأن يتفضل بالقبول باحتلال أراض سورية و فرض حكمه عليها “يكسر على أنفو بصلة ويحتلنا ولو”.
وزعم البيان أن “القيام على هذه المنطقة حق للدولة التركية” وترى الجماعة في العدوان على الأراضي السورية “حق” للأتراك، وإن “فرطوا بهذا الحق فقد فرطوا بحق المواطنين الأتراك والأمن القومي التركي!” حسب ادعائها.
وتحتضن أنقرة أعضاء جماعة “الأخوان” وقياداتها، وتقدم لهم الدعم ليكونوا صوتاً داعماً للتطلعات التركية، وبالفعل لم تقصر الجماعة الجماعة التي تسيطر بشكل ملحوظ على الكيانات السياسية للمعارضة وعلى رأسها “الإئتلاف” في الترويج للدعاية التركية ودعم الموقف التركي حتى وإن كان على حساب مصالح السوريين ودمائهم، كما دعمت سابقاً عملية “درع الفرات” وحاليا عملية“غصن الزيتون” اللتين قادتهما أنقرة للتوسع داخل الأراضي السورية.