أخبار العالمأمريكا

تحطم طائرة ركاب ومروحية عسكرية قرب مطار واشنطن وقتلى ومفقودين وسط عمليات إنقاذ مكثفة

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن حادثاً جوياً مروعاً، حيث تحطمت طائرة ركاب تقل 60 شخصًا بعد اصطدامها في الجو بمروحية عسكرية من طراز “بلاك هوك” قرب مطار رونالد ريغان الوطني. وأسفر الحادث عن سقوط الطائرتين في نهر بوتوماك، ما أدى إلى توقف جميع الرحلات الجوية في المنطقة ودفع السلطات إلى إطلاق عملية بحث وإنقاذ كبرى لا تزال جارية حتى الآن.

تفاصيل الحادث وعمليات الإنقاذ

وفقاً لما أعلنته إدارة الطيران الفيدرالية، فإن الطائرة المنكوبة، وهي رحلة “أميركان إيغل رقم 5342” التابعة لشركة “بي إس إيه إيرلاينز”، كانت قادمة من مدينة ويتشيتا بولاية كانساس، واقتربت من مدرج 33 في مطار رونالد ريغان عندما وقع الاصطدام بالمروحية العسكرية التي كانت في “مهمة تدريبية”، بحسب الجيش الأميركي. وأسفر التصادم عن سقوط الطائرتين في نهر بوتوماك، حيث تعقدت عمليات الإنقاذ بسبب برودة المياه والتيارات القوية.

وأعلنت شرطة واشنطن أن فرق الإنقاذ انتشلت حتى الآن 18 جثة من النهر، بينما لا يزال عدد الضحايا النهائي غير محدد، وسط مشاركة أكثر من 300 فرد من قوات الطوارئ والشرطة وخفر السواحل في عمليات البحث عن ناجين أو جثث أخرى. كما أرسلت إدارة مكافحة الحرائق قوارب إنقاذ إلى موقع الحطام، حيث شوهدت طائرات مروحية تابعة لوكالات إنفاذ القانون تحلق في سماء المنطقة.

ردود فعل البيت الأبيض والكونغرس

أثار الحادث ردود فعل واسعة، حيث أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استيائه، مشيرًا إلى أن الاصطدام كان “يمكن تجنبه”. وكتب في منشور على منصته “تروث سوشيال”:
“لماذا لم يخبر برج المراقبة المروحية بما يجب أن تفعله بدلاً من الاستفسار عمّا إذا كانت رأت الطائرة؟ هذا وضع رهيب كان يفترض تجنبه”.

من جهتها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن الرئيس ترامب تلقى إحاطة مباشرة بشأن الحادث، مشيرة إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة ملابساته.

كما أبدى السيناتور الجمهوري تيد كروز قلقه من الحادث، قائلاً في منشور عبر منصة “إكس” إن “عدد القتلى قد يكون مرتفعًا”، مشدداً على ضرورة مراجعة إجراءات السلامة الجوية في البلاد.

تحقيقات أولية وتعليق الرحلات الجوية

أعلنتا هيئة الطيران الفيدرالية وهيئة سلامة النقل الوطني أنهما بدأتا تحقيقاً رسمياً في الحادث، حيث سيتم تحليل بيانات برج المراقبة الجوي، ومسار الطائرتين، والاتصالات بين الطيارين ومركز التحكم. كما سيتم فحص الحطام بحثًا عن أي أدلة تقنية قد تكشف سبب الاصطدام.

في غضون ذلك، أعلن مطار رونالد ريغان تعليق جميع عمليات الإقلاع والهبوط حتى إشعار آخر، ما أدى إلى تأخير وإلغاء عشرات الرحلات الجوية.

مخاوف حول إجراءات السلامة الجوية

أثار الحادث تساؤلات حول إجراءات السلامة الجوية في المجال الجوي المزدحم لواشنطن، خاصة في ظل وقوع الاصطدام على مقربة من أحد أكثر المطارات حركة في البلاد.

وصرّح خبراء طيران أن الاصطدام الجوي بين طائرة ركاب ومروحية عسكرية يُعدّ نادراً، لكن يمكن أن يحدث نتيجة سوء التنسيق بين المراقبة الجوية وطاقم الطائرات. وأكد مسؤول سابق في هيئة الطيران الفيدرالية لشبكة “سي إن إن” أن “هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات، وأهمها: لماذا لم يتم إبلاغ أحد الطيارين بوجود الآخر في مساره؟”.

النتائج المتوقعة

بينما تستمر جهود الإنقاذ والبحث عن ناجين، من المتوقع أن تثير هذه الكارثة ضغوطاً متزايدة على إدارة الطيران الفيدرالية لإجراء مراجعة شاملة لإجراءات المراقبة الجوية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالطائرات العسكرية والتدريبات الجوية قرب المطارات التجارية.

وفي الوقت الذي يترقب فيه الجميع إعلان حصيلة نهائية للضحايا، تظل واشنطن في حالة تأهب، وسط تداعيات سياسية وتقنية قد تعيد تشكيل سياسات الطيران المدني والعسكري في الولايات المتحدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق