أخبار العالمأوروبا

غوتيريش في افتتاح قمة العالم حول المناخ: إننا نحفر قبورنا بأيدينا

غلاسغو-اسكتلندا-02-11-2021


مع افتتاح مؤتمر قمة قادة العالم في اليوم الثاني من فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف، أرسل الأمين العام للأمم المتحدة رسالة قوية إلى العالم، قائلا “إننا نحفر قبورنا بأيدينا”، مشيرا إلى أن إدماننا على الوقود الأحفوري يدفع البشرية والكوكب إلى شفير الهاوية من خلال الاحتباس الحراري العالمي غير المستدام.

ووصل العشرات من قادة العالم إلى مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الرئيسي للمناخ، في مدينة غلاسكو الأسكتلندية.
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، كان أول المتحدثين في المناسبة التي بدأت عند الساعة 12:30 مساء بالتوقيت المحلي لأسكتلندا، حيث عقد مقارنة بين أزمة المناخ وجهاز يوم القيامة الذي ظهر في أحد أفلام جيمس بوند، والذي تم تصويره في مدينة غلاسكو.

وقال: “نحن بحاجة إلى جعل مؤتمر الأطراف السادس والعشرين اللحظة التي نتحلى فيها بالواقعية بشأن قضية تغير المناخ. بإمكاننا أن نكون واقعيين”، داعيا إلى إنهاء استخدام الوقود الأحفوري.

وأضاف أن “مؤتمر الأطراف الـ 26 لن يكون، ولا يمكن أن يكون، نهاية قصة تغير المناخ”، مشددا على أن العمل لن ينتهي، حتى لو انتهى المؤتمر بالحصول على الالتزامات المطلوبة. واختتم حديثه قائلا:مؤتمر الأطراف 26 ينبغي أن يكون بداية لنزع فتيل قنبلة نهاية العالم. نعم، سيكون الأمر صعبا، لكن يمكننا القيام بذلك”.
بعد ذلك، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش متوجها برسالة افتتاحية صريحة، قائلا: “لقد كانت السنوات الست المنصرمة منذ توقيع اتفاق باريس بشأن تغير ، السنوات الست الأشد سخونة على الإطلاق. فإدماننا على الوقود الأحفوري ندفع البشرية إلى شفير الهاوية”.
وأضاف أننا نواجه خيارا صعبا: إما أن نوقف هذا الإدمان وإما أن يفضي بنا هو إلى الهلاك، موجها رسائل رئيسية إلى زعماء العالم،قائلا:لقد آن الأوان لنقول كفى..كفى من التجني على التنوع البيولوجي، كفى من قتل أنفسنا بالكربون، كفى من التعامل مع الطبيعة وكأنها مرحاض، كفى استغراقا في الحرق والحفر والتعدين كما يحلو لنا.

وحذر غوتيريش من “أننا بذلك نحفر قبورنا”، مضيفا أن “كوكبنا يتغير أمام أعيننا – من أعماق المحيطات إلى قمم الجبال، ومن ذوبان الأنهار الجليدية إلى توالي الظواهر الجوية القصوى بلا هوادة”.

وذكر أن ارتفاع مستوى سطح البحر بلغ ضعف ما كان عليه قبل 30 عاما. صارت المحيطات أكثر سخونة من أي وقت مضى وسخونتها تزداد بوتيرة أسرع، وغدت أجزاء من غابات الأمازون المطيرة تطلق الآن من الكربون أكثر مما تمتص.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى مزيد من الطموح فيما يتعلق بتدابير التخفيف واتخاذ إجراءات محددة وفورية لخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030، وهو جهد ينبغي أن تقوده البلدان المتقدمة.:

وأكد أنه تقع على عاتق بلدان مجموعة العشرين مسؤولية خاصة لأنها مسؤولة عن حوالي 80 في المائة من الانبعاثات، داعيا البلدان المتقدمة إلى أن تقود هذا الجهد طبقا لمبدإ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة على ضوء الظروف الوطنية.

وقال: “ثمة نقص في المصداقية وفائض في الغموض بشأن مقادير خفض الانبعاثات وأهداف تحييد أثر الكربون، حيث تختلف المعاني وتتباين المقاييس”.
وقال الأمين العام إنه خلال العقد الماضي، تضرر ما يقرب من 4 بلايين شخص من الكوارث المتصلة بالمناخ، مشيرا إلى أن هذا الدمار لن يتوقف بل سيزداد.

وجدد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته إلى الالتزام بتمويل الأنشطة المناخية بقيمة 100 بليون دولار سنويا لدعم البلدان النامية، مشددا على ضرورة أن يصبح واقعا ملموسا بالفعل.

واستطرد قائلا:يتعين توفير التمويل العاجل للبلدان الأشد تضررا ألا وهي أقل البلدان نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية. وثمة حاجة إلى المزيد من التمويل العام لأنشطة مكافحة تغير المناخ وإلى المزيد من المساعدات الإنمائية الخارجية. وإلى المزيد من المنح وإلى زيادة تيسير شروط الحصول على التمويل.

وأشار الأمين العام إلى تعهد عدد من البلدان بالتزامات ذات مصداقية فيما يتعلق بتحييد أثر انبعاثات الكربون بحلول منتصف القرن. وأوقف العديد من البلدان التمويل الدولي للفحم. وتتصدر أكثر من 700 مدينة الجهود المبذولة من أجل تحييد أثر الكربون..

ونيابة عن أبناء وبنات هذا الجيل والأجيال المقبلة، حث الأمين العام قادة العالم قائلا: “اختاروا الطموح.. اختاروا التضامن.. اختاروا حماية مستقبلنا وإنقاذ البشرية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق