تحركات عربية ودولية لمواجهة تداعيات الإتفاق التركي مع السراج
طرابلس – ليبيا – 06-12-2019
كشفت مصادر دبلوماسية عربية،عن أن اتصالات حثيثة على مستوى الدول العربية، تُجرى هذه الفترة، لأجل عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، يهدف بحث الإتفاقية الموقعة بين تركيا وحكومة السراج في ليبيا.
وأوضحت المصادر لصحيفة (العرب) اللندنية، أن الإتصالات بدأت فعليًا منذ يومين، في القاهرة والرياض والخرطوم، للإسراع في اتخاد قرارات فورية ردا على التطورات التي أحدثتها الإتفاقية وأشارت المصادر الدبلوماسية المقيمة في تونس، إلى أن المشاورات العربية من المقرر أن تتجه إلى سحب الإعتراف العربي بالمجلس الرئاسي الذي يرأسه فائز السراج.
ورجّحت المصادر، أن يشهد الأسبوع القادم تطورات بخصوص الملف الليبي، والتركيز على سلوك المجلس الرئاسي، بعد التنسيق المسبق مع الإتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، لتوحيد الموقف العام من المجلس الرئاسي ورئيسه السراج. وأكدت المصادر، أن المساعي العربية، ستتخذ إجرءات أكثر فاعلية، لتكون قاعدة التحرك اللاحق، على مستوى دولي.
وكان رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني، قد طالب كلا من مصر والإمارات والسعودية وروسيا باتخاذ موقف صلب وموحد بشأن حكومة الوفاق وسحب اعترافها بها، مشيرا إلى أن هذه الحكومة ا لم تنل ثقة البرلمان حتى الآن..
واعتبر الثني، في حوار مع وكالة (سبوتنيك) الروسية،أن الإتفاقية التي وقعها السراج مع أردوغان، باطلة من الناحية الدستورية والقانونية، لأنها لم تحظَ باعتماد البرلمان الشرعي الوحيد في ليبيا. وبخصوص الدور الروسي في الصراع الليبي، كشف الثني عن دعوة مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، وزير الخارجية الليبي إلى زيارة روسيا، معتبرا أنها خطوة جيدة لفتح الآفاق في التعاون ما بين الحكومة المؤقتة وروسيا. وأكد الثني أن عائدات النفط الليبي لا تذهب للمؤسسات في الشرق في الوقت الذي يُنفق منها على الميليشيات المسلحة غير الشرعية التي تؤيد حكومة الوفاق.
من جهته،قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الخميس، إن السياسة الروسية في ليبيا “مسؤولة للغاية”، مؤكدًا أنه “ليس لها بعد جيوسياسي وتضع المصالح الليبية أولاً”.
وقال لافروف في حديث لوكالة الأنباء الإيطالية على هامش مشاركته في منتدى المتوسط، بالعاصمة روما، إن نهج روسيا في حل حالات الأزمات، سواء في الشرق الأوسط أو في مناطق أخرى من العالم “يستند دائمًا إلى مبدأ الحوار الوطني الشامل للجميع، الذي يهدف إلى إيجاد حلول وسط، وفق قواعد القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
وتابع: “لقد ذكرنا هذا الموقف مرارًا وتكرارًا، حتى في المؤتمرات الدولية حول ليبيا.. هدفنا هو مساعدة الليبيين على التغلب على الفوضى التي سقطت فيها بلادهم قبل ثماني سنوات، من خلال التدخل غير المشروع للناتو”.
وأكد لافروف أن”أهم عنصر لتحقيق الإستقرار في الوضع في تلك الدولة الواقعة في شمال إفريقيا وفي منطقة الشرق الأوسط بأسرها هو الكفاح الذي لا هوادة فيه ضد الإرهاب، الذي لا يمكن القضاء عليه إلا من خلال الجهود الجماعية وعلى أساس أحكام ميثاق الأمم المتحدة”.
أما الرئيس الفرنسي،إيمانويل ماكرون،فقد أعلن عن قمة رباعية جديدة تجمع قادة تركيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا حول الوضع في ليبيا، ستعقد خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2020.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ماكرون في ختام قمة حلف شمال الأطلسي بالعاصمة البريطانية لندن. وتطرق ماكرون إلى مضمون مذكرتي التفاهم بين أنقرة والمجلس الرئاسي الليبي، مشيرًا إلى “وجود عدد من القضايا المختلف عليها بين تركيا وفرنسا”.
وكان الرئيس التركي أردوغان صرح بأن “مجريات الأحداث في شرق المتوسط واتفاقنا مع ليبيا ربما يشكلان إزعاجًا حقيقيًّا لفرنسا، لكننا نؤكد أن الإتفاق المبرم حق سيادي لتركيا وليبيا، ولن نناقش هذا الحق مع أحد”.
وعلاوة على الإتفاق التركي – الليبي، كانت العلاقات بين باريس وأنقرة قد توترت عقب تصاعد بعد الهجوم التركي على شمال سورية ضد وحدات حماية الشعب الكردي.
وفسر مراقبون إعلان فرنسا عن القمة الرباعية حول ليبيا وسوريا بأنه يستهدف حشد المواقف للرد على “تمادي النفوذ التركي في البلدين”.
في هذه الأثناء،عقد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الخميس، جلسة محادثات رسمية مع وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لويجي دي مايو، في مستهل زيارته الحالية للعاصمة الإيطالية روما.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها ، إن شكري بحث مع نظيره الإيطالي، الأثر السلبي لتوقيع اتفاقي التعاون العسكري والسيادة علي المناطق البحرية بين رئيس مجلس الوزراء الليبي وتركيا علي ضوء عدم اتساقهما مع اتفاق الصخيرات.
ووفقا للخارجية المصرية، أعرب الوزيران عن قلقهما إزاء تأثير التطورات الأخيرة في ليبيا على جهود مكافحة الإرهاب والميليشيات الراديكالية ومجابهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وأكدا حرصهما على إنجاح مسار برلين لتسوية الأزمة الليبية بصورة شاملة.