آسياأخبار العالمأمريكاأوروبا

تحركات دبلوماسية متسارعة لتعزيز مسار السلام بين كييف وموسكو وسط ضغوط أميركية وأوروبية

شهدت الساعات الأخيرة نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً حول مستقبل الحرب الروسية – الأوكرانية، بعدما أكد كبير المفاوضين الأوكرانيين رستم عمروف أنه سيعرض على الرئيس فولوديمير زيلينسكي تفاصيل المباحثات التي أجراها وفده مع الجانب الأميركي في أعقاب جولة محادثات امتدت لثلاثة أيام. وجاء إعلان عمروف ليعكس حجم التعقيد الذي يحيط بالمسار التفاوضي، خصوصاً مع رغبة كييف في الاطلاع الكامل على ما دار في موسكو بين المبعوثين الأميركيين والمسؤولين الروس، وما يتضمنه مقترح واشنطن من بنود أولية.

وعكس تصريح عمروف تمسّك كييف بضرورة الوصول إلى صيغة «تحفظ كرامة التضحيات»، في وقت واصل فيه حلفاء أوكرانيا تكثيف اتصالاتهم. فبريطانيا دفعت بوزيرة خارجيتها إيفيت كوبر إلى واشنطن لإجراء محادثات مع نظيرها الأميركي ماركو روبيو، بينما يستعد رئيس الوزراء كير ستارمر لاستقبال زيلينسكي في لندن في اجتماع يشارك فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، في إطار مناقشة الرد الأوروبي على المقترحات الأميركية.

وتزامنت التحركات مع تعهد رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بتقديم دعم إضافي لكييف، بما في ذلك تعزيز البنية التحتية للطاقة عبر تزويدها بمولدات جديدة، مؤكدة في اتصال هاتفي مع زيلينسكي أن الهدف المشترك يظل تحقيق سلام دائم وعادل. وجاء الموقف الإيطالي رغم غياب ميلوني عن اجتماع لندن، لكنه حمل تأكيداً على وحدة المقاربة الأوروبية تجاه الحرب.

وفي المقابل، شددت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أنالينا بيربوك على ضرورة عدم مكافأة العدوان، محذّرة من أن القبول بتنازلات قسرية من جانب أوكرانيا قد يفتح الباب أمام انتهاكات مستقبلية تقوّض النظام الدولي. وأشارت إلى أن أي دور محتمل للأمم المتحدة لا يمكن بحثه قبل تثبيت وقف إطلاق نار حقيقي وتفاهمات واضحة حول آليات السلام.

ومع دخول واشنطن على خط الاتهامات، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب من لهجته تجاه زيلينسكي، معتبراً أن الجانب الأوكراني «غير مستعد» لقبول المقترح الأميركي، رغم ما وصفه بوجود «موافقة روسية» أولية عليه. وأوحى ترمب بأن بطء رد كييف يعطّل مسار المحادثات، في وقت لا تزال روسيا تضغط ميدانياً عبر مواصلة هجماتها على البنية التحتية المدنية.

وتشير هذه التطورات إلى أن المشهد التفاوضي بات أكثر تشابكاً، مع دخول ضغوط أميركية متزايدة وتماسك نسبي في الموقف الأوروبي، بينما تتمسك كييف بمراجعة كل التفاصيل قبل اتخاذ أي خطوة يمكن أن ترسم ملامح نهاية الحرب التي دخلت عامها الرابع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق