آسياأخبار العالمأمريكاالشرق الأوسط

تحذيرات استخباراتية أميركية من ضربة إسرائيلية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية وتصاعد التوتر في الشرق الأوسط

أفادت تقارير استخباراتية أميركية بأن إسرائيل تستعد لتنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال النصف الأول من عام 2025، سواء حصلت على دعم أميركي أم لا، في محاولة لعرقلة تقدم البرنامج النووي الإيراني. وكشفت صحيفة واشنطن بوست أن هذه التقييمات جاءت بناءً على تحليل مكثف لخطط إسرائيل العسكرية، خاصة بعد قصفها لإيران في أكتوبر الماضي، والذي أدى إلى إضعاف دفاعاتها الجوية، مما قد يجعلها أكثر عرضة لهجوم لاحق.

الخيارات العسكرية المطروحة: مواجهة عن بعد أم هجوم مباشر؟

بحسب تقرير استخباراتي صادر عن مديرية الاستخبارات العسكرية الأميركية، تنظر إسرائيل في سيناريوهين رئيسيين لتنفيذ الضربة:

  1. ضربة صاروخية بعيدة المدى: تعتمد على إطلاق صواريخ باليستية من خارج المجال الجوي الإيراني، مما يقلل من خطر الاشتباك المباشر مع أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.
  2. هجوم جوي مباشر: يتمثل في دخول الطائرات الإسرائيلية إلى المجال الجوي الإيراني، مستخدمة قنابل خارقة للتحصينات لاستهداف منشآت نطنز وفوردو النوويتين. ويُعتبر هذا الخيار أكثر خطورة، حيث قد يؤدي إلى تصعيد عسكري واسع النطاق.

ووفقًا للمصادر، فإن الولايات المتحدة قد تقدم دعماً غير مباشر، مثل تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود جوًا، بالإضافة إلى تقديم معلومات استخباراتية حول الدفاعات الإيرانية، وهو ما قد يزيد من فاعلية الهجوم.

الموقف الأميركي: دعم غير محسوم وقيود إستراتيجية

تشير التقارير إلى أن إدارة دونالد ترامب وافقت في أيامها الأخيرة على بيع مجموعات توجيه خاصة بالقنابل الخارقة للتحصينات لإسرائيل، وهو ما اعتُبر تمهيدًا لإمكانية تنفيذ ضربة على المنشآت النووية الإيرانية. لكن إدارة جو بايدن كانت أكثر حذراً، حيث درست إمكانية تقديم دعم عسكري مباشر لإسرائيل، لكنها في النهاية قررت عدم اتخاذ خطوات رسمية في هذا الاتجاه، وفقًا لما ذكره مسؤولون أميركيون تحدثوا لصحيفة واشنطن بوست بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

ورغم أن الضربة الإسرائيلية قد تعرقل البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر، إلا أن التقديرات الاستخباراتية تحذر من أنها قد تأتي بنتائج عكسية، إذ قد تدفع إيران إلى تسريع تخصيب اليورانيوم بمستويات تستخدم في صناعة الأسلحة النووية، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل.

ما وراء الضربة: هل تسعى إسرائيل إلى تغيير النظام الإيراني؟

كشفت شبكة سي إن إن أن وكالات استخبارات أميركية حذرت من أن إسرائيل لا تستهدف فقط تعطيل البرنامج النووي الإيراني، بل تسعى إلى زعزعة استقرار النظام الإيراني. وتستند هذه الاستنتاجات إلى تحركات إسرائيلية مكثفة على مستوى العمليات الاستخباراتية والهجمات السيبرانية، إضافة إلى استهداف شخصيات رئيسية في الحرس الثوري الإيراني.

ومع ذلك، أكد مسؤولون أميركيون أن إسرائيل لا تملك القدرة على القضاء على البرنامج النووي الإيراني بالكامل من دون تدخل عسكري أميركي مباشر، مما يثير تساؤلات حول مدى فاعلية الضربة المحتملة.

تصعيد متوقع في الشرق الأوسط: سيناريوهات المواجهة وردود الفعل

يرى محللون أن تنفيذ إسرائيل لضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية قد يؤدي إلى تصعيد كبير في المنطقة، مع احتمالات قوية لرد إيراني عنيف عبر عدة جبهات، بما في ذلك:

  • استهداف إسرائيل مباشرة عبر إطلاق صواريخ باليستية أو طائرات مسيرة من إيران أو عبر وكلائها في لبنان وسوريا والعراق.
  • ضرب القواعد الأميركية في المنطقة، خاصة في العراق وسوريا، ضمن سياسة الضغط غير المباشر على واشنطن.
  • هجمات على الملاحة الدولية في الخليج، ما قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في أسواق الطاقة العالمية.

وفي حال تطور الصراع، فإن الولايات المتحدة قد تجد نفسها مضطرة إلى التدخل بشكل أوسع، مما قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة إقليمية ذات أبعاد غير متوقعة، خاصة مع تزايد التوترات بين القوى الكبرى وتداخل الملفات الأمنية في المنطقة.

خطوة محفوفة بالمخاطر في معادلة معقدة

رغم التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد إيران، تبقى مسألة تنفيذ ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية خيارًا محفوفًا بالمخاطر، خاصة في ظل التحذيرات من أن الضربة قد لا تحقق الهدف المرجو وقد تؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية أوسع. وبينما تستعد إسرائيل لاتخاذ قرارها، يبقى الموقف الأميركي عاملاً حاسمًا في تحديد مسار الأحداث، وسط تزايد التساؤلات حول قدرة واشنطن على احتواء التصعيد في حال خروج الأمور عن السيطرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق