أخبار العالمإفريقيا

تحالف دول الساحل يوجّه ضربة قاصمة لتنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى بعد مقتل أبرز قادته في عمليات منسقة

نفذت القوات المسلحة في مالي، بالتنسيق مع جيوش دول الساحل، عملية عسكرية واسعة شمال البلاد على الحدود مع النيجر، أسفرت عن مقتل عدد من القيادات البارزة في تنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى، في واحدة من أنجح العمليات التي شهدتها المنطقة منذ مطلع العام.

وأكدت قيادة الجيش المالي أن العملية التي جرت في منطقتي سوكولو وفارابوغو في الرابع من أكتوبر، استهدفت أحد أبرز المطلوبين لدى الأجهزة الأمنية ويدعى «أنْدور»، وهو متورط في سلسلة من الهجمات الدموية والمجازر بحق المدنيين. وأوضح البيان أن العملية تمثل «تحولاً استراتيجياً» في الحرب ضد الإرهاب، وتعكس التزام الجيش بحماية المناطق الهشة وتعزيز استقرارها.

وجاءت هذه العملية بعد أيام من ضربات جوية مشتركة نفذتها قوات تحالف دول الساحل في إقليم ميناكا أقصى شمال شرقي مالي، أسفرت عن مقتل ثلاثة من كبار قادة التنظيم، بينهم «أبو بكر ديموغي» المعروف أيضاً باسم «بوبكر أليانس»، النائب الأول لأمير التنظيم عيسى باري. وشملت قائمة القتلى أيضاً «إسماعيل ولد حبيب ولد شغيب» و«أحمد ولد علوان ولد شغيب».

وأكدت مصادر أمنية أن العملية نُفذت بدقة عالية عبر طائرات مسيّرة استهدفت اجتماعاً تنسيقياً لقادة التنظيم، ما أدى إلى تحييد شخصيات كانت تشرف على التخطيط اللوجيستي وعمليات الاغتيال والخطف في مناطق ميناكا وغاو. وبيّنت التحقيقات أن ديموغي كان يقود شبكة معقدة من الخلايا الإرهابية، تولت مسؤولية عمليات ضد المدنيين وعمليات اختطاف لرهائن غربيين في الجزائر والنيجر.

ورأى محللون أن مقتل هؤلاء القادة يشكّل «ضربة بنيوية» لتنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى، ويحدّ من قدرته على إعادة التمركز، خصوصاً بعد خسارته مواقع مهمة خلال الأشهر الأخيرة. كما اعتبر المراقبون أن العملية تبرز مستوى غير مسبوق من التنسيق الاستخباراتي والعسكري بين جيوش مالي والنيجر وبوركينا فاسو، في إطار التحالف الأمني الجديد الذي يسعى إلى استعادة السيطرة على المناطق الخارجة عن سلطة الدولة.

ورغم الحذر الذي تبديه حكومات دول الساحل، فإن العملية الأخيرة تعكس تحولاً نوعياً في تكتيكات الحرب على الإرهاب، إذ باتت المسيّرات تلعب دوراً محورياً في تتبع تحركات المسلحين واستهدافهم بدقة في المناطق النائية، ما يُعيد رسم موازين القوة في مواجهة الجماعات المتطرفة التي ما زالت تنشط في فضاء صحراوي واسع يتجاوز الحدود التقليدية بين الدول.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق