تحالف دول الساحل يطلق مناورات عسكرية واسعة في النيجر لمواجهة تصاعد الإرهاب العابر للحدود
قسم الأخبار الدولية 27/05/2025
أطلق تحالف دول الساحل، يوم الإثنين، مناورات عسكرية واسعة النطاق في بلدة تيل الواقعة غربي النيجر، في إطار مساعٍ لتعزيز التنسيق الأمني والتصدي المشترك لتصاعد الهجمات الإرهابية التي تهدد استقرار منطقة الساحل. وتستمر هذه المناورات لمدة أسبوعين بمشاركة وحدات من جيوش مالي وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر، إلى جانب قوات من توغو.
ووفق الإذاعة الوطنية في النيجر، تهدف التدريبات إلى تعزيز جاهزية القوات المسلحة المشاركة وتحقيق التكامل العملياتي في التصدي للتهديدات العابرة للحدود، وفي مقدمتها الإرهاب المسلح وشبكات الجريمة المنظمة. وأكد نائب رئيس أركان الجيش النيجري، عبد القادر أميرو، أن المناورات تمثّل “ترجمة عملية لالتزام التحالف بإقامة جبهة موحدة ضد الأخطار الأمنية المتصاعدة في المنطقة”.
ويأتي هذا التحرك العسكري في سياق تصعيد ميداني تشهده منطقة الساحل والبحيرات الكبرى، حيث صعدت جماعات متطرفة كتنظيم “داعش – ولاية غرب أفريقيا” و”بوكو حرام” هجماتها مؤخراً، مستهدفة بشكل خاص القواعد العسكرية والبنى التحتية الحيوية. ففي 12 مايو، هاجم مسلحو “داعش” قاعدة عسكرية في بلدة مارتي شمال شرقي نيجيريا، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود والاستيلاء على أسلحة ثقيلة قبل أن يتم إحراق المنشأة.
وأجبر الهجوم مئات المدنيين على الفرار نحو بلدة ديكوا المجاورة، فيما أكد عدد من العائدين إلى بلدتهم بعد انقضاء أيام من النزوح، أن القوات الأمنية انسحبت وتركوا دون حماية. وعبّر أحدهم، غوني بابا غانا، عن خيبة أمله قائلاً: “الجنود الذين كان يفترض أن يحمونا فروا وتركوا المدنيين لمصيرهم”.
وفي ظل تزايد الهجمات، حذّر حاكم ولاية بورنو، بابا غانا أومارا زولوم، من عودة سيناريو عامي 2013 و2014، عندما سيطر المسلحون على مناطق واسعة وهجّروا آلاف السكان. وتشير تقارير أمنية إلى مقتل أكثر من 100 شخص في سلسلة هجمات نفذتها الجماعات المسلحة خلال أبريل الماضي، وسط هجمات متكررة طالت أكثر من 10 قواعد عسكرية خلال الشهرين الأخيرين.
وتسعى دول الساحل من خلال هذه المناورات إلى إرسال رسالة واضحة بأن أمن المنطقة يتطلب تنسيقاً ميدانياً متقدماً وتخطيطاً جماعياً يتجاوز الحدود الوطنية، في ظل غياب فعالية المبادرات الأممية والدولية السابقة.
