تجميد المساعدات الأميركية يعمق الأزمة الإنسانية في السودان ويهدد حياة الآلاف
![](https://i0.wp.com/strategianews.net/wp-content/uploads/2025/02/955394.jpeg?resize=780%2C470&ssl=1)
قسم الأخبار الدولية 13/02/2025
تواجه آلاف الأسر في السودان تهديدًا مباشرًا بالجوع والمجاعة بعد قرار الحكومة الأميركية بتجميد المساعدات الإنسانية، مما أدى إلى توقف عمل العديد من مطابخ الحساء التي كانت تقدم الدعم الحيوي لملايين الأشخاص في مناطق النزاع.
إغلاق المطابخ ووقف المساعدات يعمق معاناة الشعب السوداني
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، يعاني السودان من كارثة إنسانية ضخمة أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ونزوح أكثر من 12 مليون آخرين. مع استمرار القتال، كان العديد من السودانيين يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية، خاصة تلك المقدمة من الولايات المتحدة. ولكن قرار تجميد هذه المساعدات، الذي جاء بقرار من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أدى إلى إغلاق حوالي 40 مطبخًا في مختلف أنحاء البلاد، كانت تقدم الطعام يوميًا لما بين 30 ألفًا و35 ألف شخص.
أوضحت المتطوعات في جمع التبرعات أن هذا التجميد سيؤدي إلى وفاة العديد من الأشخاص، خصوصًا النساء والأطفال الذين تم رفض إطعامهم بسبب نقص التمويل.
التأثير المدمر على المساعدات الغذائية والصحية
قال جاويد عبد المنعم، رئيس الفريق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في مدينة أم درمان، إن “القرار وقف التمويل بهذه الطريقة الفورية له عواقب مميتة”، مشيرًا إلى أن هذا التجميد يعد كارثة إضافية للسودانيين الذين يواجهون بالفعل تداعيات العنف، الجوع، وانهيار النظام الصحي.
وأدى وقف التمويل إلى قطع جميع الاتصالات الرسمية مع الوكالات الأميركية، مما جعل المنظمات الإنسانية المحلية والدولية في حالة من الفوضى. أطباء بلا حدود، على الرغم من كونها واحدة من المنظمات المستقلة القليلة التي لا تزال موجودة في السودان، أكدت أنها لا تستطيع تعويض الفراغ الذي خلفه التجميد.
التوقعات المستقبلية: ازدياد المخاطر الإنسانية
وفقًا للأمم المتحدة، يعاني نحو 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان، بينما تشير التوقعات إلى أن أكثر من 8 ملايين شخص يواجهون خطر المجاعة.
المخاوف تتزايد مع اقتراب موسم الأمطار، حيث ستزداد صعوبة توصيل المساعدات الغذائية إلى المناطق المتضررة. إضافة إلى ذلك، أُوقف عمل “فيوز نت”، وهي منظمة تديرها الولايات المتحدة لمراقبة الأمن الغذائي، مما يزيد من تعقيد عملية مراقبة المجاعة في السودان.
مستقبل غير مؤكد: هل ستستمر المساعدات؟
على الرغم من تقديم بعض المساعدات التي تم تخصيصها بناء على وعود التمويل الأميركي، فإن الخوف الأكبر يكمن في المستقبل، حيث تتضاءل الموارد المتاحة، وتزداد صعوبة تلبية احتياجات السكان المتضررين.
تستمر معاناة الآلاف من السودانيين الذين يعانون من سوء التغذية، والمشاكل الصحية المتفاقمة، في ظل هذا التجميد المفاجئ للمساعدات، ما يهدد حياة ملايين الأشخاص في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخ السودان.