أخبار العالمالشرق الأوسط

تجاذبات حادة بين حماس وإسرائيل حول تنفيذ الاتفاق واستكمال المفاوضات لإنهاء الحرب

دخلت المفاوضات بين حماس وإسرائيل مرحلة جديدة من التوتر، بعدما أكدت الحركة أنها لن تواصل التفاوض حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى إلا بعد تنفيذ إسرائيل بنود المرحلة الأولى من الاتفاق، في حين أعلنت تل أبيب استعدادها للإفراج عن دفعة الأسرى الفلسطينيين المجمدة منذ السبت الماضي.

تصعيد في المواقف بين الطرفين

صرّح المتحدث باسم حماس، عبد اللطيف القانوع، أن تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وتأخير تنفيذ “البروتوكول الإنساني”، يمثلان مؤشراً على عدم جدية إسرائيل في استمرار الاتفاق، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرقل التنفيذ لأجنداته السياسية. وأكد القانوع أن الاتصالات مستمرة مع الوسطاء بشأن الخروقات الإسرائيلية، داعياً إلى ضغط دولي لضمان الالتزام ببنود الاتفاق ومنع تعطيله.

من الجانب الإسرائيلي، نقل موقع يديعوت أحرونوت عن مصدر حكومي أن تأخير الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين يعود إلى ما وصفه بمراسم الإذلال والمسّ بالكرامة الوطنية. وأضاف المصدر أن إسرائيل قد تستأنف القتال العنيف في غزة إذا لم تُنفَّذ مطالبها، والتي تشمل: نزع سلاح حماس، تحويل القطاع إلى منطقة منزوعة السلاح، وإبعاد قادة حماس والجهاد الإسلامي إلى الخارج.

شروط إسرائيل وإمكانية انهيار الاتفاق

أوضح وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، وهو عضو في المجلس الوزاري المصغر “الكابينت”، أن إسرائيل حددت أربعة شروط لأي تقدم في المفاوضات، وهي:

  1. إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين
  2. إبعاد حركة حماس عن قطاع غزة
  3. نزع سلاح القطاع بالكامل
  4. فرض سيطرة أمنية إسرائيلية على غزة

وفي ظل هذه الشروط، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن استئناف القتال في غزة بات أكثر احتمالاً من أي وقت مضى، وسط تعثر المفاوضات.

اتهامات حماس لإسرائيل بالتنصل من الاتفاق

أكدت حماس أن إسرائيل لم تلتزم بتطبيق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي. وأوضحت أن تل أبيب تعرقل عودة النازحين إلى شمال غزة، وتواصل استهداف المدنيين بالقصف وإطلاق النار، إلى جانب إعاقة وصول المساعدات الإنسانية وتأخير الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

وأشارت الحركة إلى أن الدفعة السابعة من الأسرى، التي كان مقرراً الإفراج عنها السبت، لم تتم، ما أدى إلى تعليق إطلاق 6 أسرى إسرائيليين أحياء و4 جثامين كان يفترض الإفراج عنهم.

زيارة مبعوث ترامب وتحركات دبلوماسية

في سياق متصل، أعلن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للشرق الأوسط، أنه سيزور المنطقة خلال الأسبوع الحالي في محاولة لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار. وقال في مقابلة مع شبكة CNN الأميركية إنه سيبدأ جولة دبلوماسية اعتبارًا من الأربعاء المقبل بهدف تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق والتفاوض حول المرحلة الثانية.

مستقبل الاتفاق والمخاوف من التصعيد

في ظل التراشق الإعلامي والتصعيد الدبلوماسي، يبقى الاتفاق بين حماس وإسرائيل مهدداً بالانهيار، خصوصاً أن المرحلة الأولى تقترب من نهايتها دون ضمانات واضحة للمضي في المراحل التالية. وبينما تطالب حماس بتنفيذ الالتزامات المترتبة على إسرائيل، تصر الأخيرة على فرض شروط جديدة، ما قد يدفع الأوضاع نحو تصعيد عسكري جديد إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في احتواء الخلافات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق