بولتون يكشف في مذكراته أن البيت الأبيض”مختل” تماما تحت إدارة ترامب

واشنطن-الولايات المتحدة-19-6-2020

أثارإعلان مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق، جون بولتون، عزمه على نشر مذكراته يوم 23 من
الشهرالجارى، عاصفة من الإحتجاجات من قِبَل البيت الأبيض، وصلت إلى حدّ إقامة دعاوى قضائية ضد نشر هذه المذكرات بحجة احتوائها على تفاصيل كثيرة خاصة بسلوك الرئيس ترامب وأسلوبه فى إدارة شؤون البلاد،كما أدى ذلك الإعلان إلى جدل واسع داخل المجتمع الأمريكي وفي أجهزة الإعلام المختلفة.
وكان بولتون قد عمل مستشارا للأمن القومي بالبيت الأبيض، وقام الرئيس الأمريكي بإقالته في شهر سبتمبر الماضي على أثر خلافات سياسية حادة.

وبشأن تلك المذكرات ذكر بولتون أن الكتاب يضم سردا تفصيليا لكواليس علاقة حكومة ترامب بدول العالم مثل الصين وروسيا وأوكرانيا وكوريا الشمالية وإيران والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا. وأشار إلى أن ترامب قام بتعليق منحة لأوكرانيا بمبلغ مالى قيمته 391 مليون دولارعلى هيئة مساعدات أمنية، حتى ترضخ لمطالبه بشأن فتح تحقيق حول نائب الرئيس السابق جو بايدن، وذلك باستغلال سلطته من أجل الإطاحة سياسيًا بـ بايدن.
وفى تصريح خاص لـصحيفة(وول ستريت جورنال) الأربعاء الماضى، قال تشاك كوبر، محامي بولتون: إن الكتاب الجديد الذى كان مقررا أن يصدر مارس الماضي ــ لا يزال حافلًا بالمعلومات السرية بالرغم من أن عملية مراجعته وتنقيحه امتدت على مدار أربعة أشهر كاملة.
وأوضح كوبر أن بولتون كان حريصًا فى كتابه الجديد على تجنب الكشف عن أية معلومات “فائقة السرية” خاصة تلك التي تمس الأمن القومي بصورة مباشرة.
من جانبها، أعلنت دار النشر “سيمون آند شوستر” عن جاهزية بعض النسخ للتوزيع، متجاهلة بذلك الدعاوى القضائية المرفوعة ضدها، ووصف أحد المتحدثين باسم الدار ما يحدث بـ “محاولة أخرى فاشلة من إدارة ترامب بمنع نشر أحد الكتب لمجرد أنه لا يروق للرئيس”.
ويصف الكتاب، الذي يحمل عنوان “الغرفة التي شهدت الأحداث” ، رئيسا جاهلا بأبسط الحقائق الجغرافية، ولا تتعدى قراراته رغبته في التمسك بمنصبه لفترة ولاية ثانية.
ويصف بولتون في كتابه لقاءً جمع بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ على هامش قمة العشرين التي عقدت في اليابان العام الماضي،ويقول بولتون إن الرئيس الأمريكي “حوّل الحديث بشكل مذهل إلى الإنتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة مشيرا إلى قدرة الصين الإقتصادية، طالبا من الرئيس شي أن يضمن فوزه في تلك الإنتخابات”.

ويضيفك “أكد (ترامب) على أهمية المزارعين الأمريكيين وتأثير زيادة حجم المشتريات الصينية من فول الصويا والقمح على نتيجة الإنتخابات”.

وكان القطاع الزراعي أحد القطاعات المهمة في الغرب الأوسط الأمريكي التي ساعدت في انتخاب ترامب في عام 2016.

ويقول بولتون في كتابه إن ترامب رحّب بالإجراءات الصينية، عندما دافع الرئيس شي عن بناء معسكرات الإحتجاز للإيغور.

وحسب ما كتب بولتون في كتابه، عرض ترامب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساعدته في عام 2018 في التحقيق الذي كان يجري في الولايات المتحدة حول شركة تركية متهمة بانتهاك العقوبات المفروضة على إيران.

ويؤكد بولتون في كتابه الادعاءات التي دفع بها الديمقراطيون حول سعي ترامب إلى وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا من أجل إجبارها على التحقيق في خصمه السياسي (الديمقراطي) جو بايدن، وهو الأمر الذي دفع الديمقراطيين إلى الشروع في إجراءات عزله.

وينتقد بولتون في كتابه الديمقراطيين، ويقول إنهم “أساءوا إلى عملية العزل” بتركيزهم على أوكرانيا دون غيرها من الأمور. ويقول إنه لو وسّع الديمقراطيون نظرتهم لاقتنع العديد من الأمريكيين بضرورة عزل ترامب لارتكابه “الجرائم والجنح الكبرى” التي تقتضي إزاحته.
ويقول بولتون إن جلسات المعلومات الإستخبارية التي يحضرها ترامب “لم تكن مفيدة” لأنه في معظم المناسبات “يتكلم أكثر من الخبراء في أمور لم تكن لها علاقة إطلاقا بالمواضيع قيد النقاش”.

وتعد فنزويلا من مصادر الإزعاج الرئيسية بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية، وقال ترامب في أثناء نقاش في الموضوع إنه سيكون من “الجميل” غزو فنزويلا، وإن فنزويلا (الدولة الأمريكية اللاتينية) هي في الحقيقة جزء من الولايات المتحدة!

ويحتوي كتاب بولتون على العديد من النماذج عن السخرية التي يوجهها موظفو البيت الأبيض لترامب.
ويصف البيت الأبيض بأنه “مختل” تماما تحت إدارة ترامب، وأن الإجتماعات التي تجري فيه تشبه “معارك صبيانية”، عوضا عن أن تكون جهودا حقيقية لصياغة السياسات.