بوتين يطلق خطة بحرية طويلة الأمد حتى 2050 لتحديث الأسطول الروسي وتعزيز مصالح موسكو البحرية
قسم الأخبار الدولية 09/06/2025
اعتمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استراتيجية جديدة لتطوير البحرية الروسية تمتد حتى عام 2050، في خطوة تعكس سعي الكرملين لتعزيز قدراته البحرية على المدى الطويل، وسط توترات جيوسياسية متصاعدة في البحر الأسود والمحيط الهادئ.
وأكد نيكولاي باتروشيف، المسؤول البارز في مجلس الأمن القومي الروسي، أن بوتين وقّع على الوثيقة في 30 مايو الماضي، بعد عرض المسودة النهائية عليه، إثر قرار اتُّخذ خلال اجتماع بالكرملين في يوليو 2024 بإعداد رؤية شاملة لمستقبل الأسطول البحري.
وتتزامن هذه الخطوة مع تصاعد أهمية البحار والمحيطات كمجال تنافس عسكري واقتصادي، خاصة مع تنامي الوجود الغربي في المياه القريبة من روسيا. وتُعد الاستراتيجية جزءاً من جهود موسكو لإعادة تشكيل دورها البحري كقوة عالمية، وتوسيع انتشارها العسكري والاقتصادي في السواحل الحيوية، من القطب الشمالي إلى المتوسط.
ولم تُفصح السلطات الروسية بعد عن تفاصيل بنود الوثيقة، لكن مراقبين يتوقعون أن تشمل تحديثاً لأسطول الغواصات النووية، وتطوير حاملات طائرات مستقبلية، وزيادة القواعد البحرية في مناطق استراتيجية مثل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهادئ والقطب الشمالي، بالإضافة إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة في منظومة الدفاع البحري الروسي.
وتأتي الاستراتيجية في وقت تخوض فيه روسيا حرباً مفتوحة في أوكرانيا منذ 2022، وتواجه ضغوطاً وعقوبات غربية غير مسبوقة. كما تتزامن مع سباق تسلح بحري تشهده مناطق متفرقة حول العالم، خاصة في آسيا، حيث تتوسع البحرية الصينية سريعاً، وفي المحيطين الأطلسي والمتجمد الشمالي حيث تصعّد واشنطن من حضورها العسكري.
ويُنظر إلى القرار باعتباره رسالة سياسية موجّهة إلى الغرب، مفادها أن موسكو تخطط لمستقبل بحري طموح طويل المدى، وأنها لن تكتفي بردود فعل قصيرة الأمد، بل تعمل على إعادة بناء توازن عالمي جديد للقوة البحرية حتى منتصف القرن.
