آسياأخبار العالم

بوتين: إسهام دول “بريكس” في الاقتصاد العالمي يفوق مجموعة السبع

في تصريحات حديثة، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن إسهام دول مجموعة “بريكس” في الاقتصاد العالمي بات يتجاوز ما تحققه دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى. هذا التصريح يأتي في وقت يشهد فيه العالم تحولاً في موازين القوى الاقتصادية، مع صعود دول ناشئة مثل الصين والهند والبرازيل إلى جانب روسيا وجنوب إفريقيا ضمن تكتل “بريكس”.

خلال مشاركته في قمة “بريكس” التي جمعت قادة الدول الخمس، أشار بوتين إلى أن المجموعة حققت إنجازات كبيرة في السنوات الأخيرة، معززاً أن اقتصاديات الدول الأعضاء تساهم بشكل أكبر في الناتج المحلي الإجمالي العالمي مقارنة بالدول الصناعية التقليدية في مجموعة السبع. بوتين قال: “إسهامنا في الاقتصاد العالمي أصبح يفوق ما تحققه مجموعة السبع، وهذا يعكس التحول الكبير في النظام الاقتصادي العالمي.”

كما أكد بوتين أن دول “بريكس” تسعى لتطوير سياسات اقتصادية أكثر استقلالية، وتعزيز التعاون التجاري فيما بينها لمواجهة الضغوط الغربية والعقوبات المفروضة على بعض الدول الأعضاء، بما في ذلك روسيا. كما أشار إلى أن التكتل يسعى إلى زيادة استخدام العملات المحلية في التجارة البينية، وهو ما قد يقلل من الاعتماد على الدولار الأميركي واليورو.

وتضم مجموعة “بريكس” خمس دول ناشئة هي البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا. تأسست المجموعة في عام 2009 بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول الأعضاء، وإيجاد بدائل للنظام الاقتصادي العالمي الذي تسيطر عليه الدول الغربية. المجموعة تسعى أيضاً إلى تحقيق التوازن في التجارة العالمية وتقديم منصة لدول الجنوب العالمي للتعبير عن مصالحها.

ومنذ تأسيسها، لعبت دول “بريكس” دورًا بارزًا في دفع عجلة النمو الاقتصادي العالمي، مع التركيز على دعم البنية التحتية، وتحقيق تنمية مستدامة، وتحفيز الاستثمارات في قطاعات التكنولوجيا والاقتصاد الأخضر.

مجموعة السبع، التي تضم الولايات المتحدة، كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، والمملكة المتحدة، كانت لسنوات طويلة تمثل الدول ذات الاقتصادات الأقوى في العالم. لكن مع النمو السريع لاقتصاديات “بريكس”، تغيرت موازين القوى الاقتصادية العالمية.

تشير الإحصاءات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لدول “بريكس” مجتمعًا بات يشكل نسبة كبيرة من الناتج العالمي، متجاوزًا إسهام دول مجموعة السبع. الهند والصين، على وجه الخصوص، تشهدان نمواً اقتصادياً كبيراً، وتلعبان دوراً مهماً في التجارة العالمية، ما يجعل دول “بريكس” منافساً قوياً على الساحة الاقتصادية.

رغم التفوق الاقتصادي المتزايد لدول “بريكس”، تواجه المجموعة تحديات كبيرة، منها التباينات السياسية والاقتصادية بين الدول الأعضاء. التوترات الجيوسياسية، مثل الأزمة الأوكرانية وتأثيرها على روسيا، بالإضافة إلى التوترات الحدودية بين الهند والصين، تعتبر عوامل تضيف تحديات إلى مسار التعاون الاقتصادي داخل التكتل.

مع ذلك، تسعى “بريكس” لتعزيز التعاون في مجالات مثل التكنولوجيا المتقدمة، الطاقة، والبنية التحتية. المجموعة تعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول الجنوب العالمي وتقديم بدائل للتمويل الدولي من خلال بنوك التنمية الخاصة بها، مثل بنك التنمية الجديد (NDB)، الذي أسسته لتعزيز التمويل للمشاريع الكبرى في الدول الأعضاء والدول النامية.

تعكس تصريحات بوتين حول إسهام “بريكس” في الاقتصاد العالمي الدور المتنامي للمجموعة في مواجهة القوى الاقتصادية التقليدية. مع استمرار صعود اقتصاديات “بريكس”، يبدو أن النظام الاقتصادي العالمي يشهد تحولاً ملحوظاً نحو توازن جديد، حيث تلعب الدول الناشئة دوراً أكبر في تشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق