“بلومبرغ”: ما الذي يريده مليارديرات التكنولوجيا في عهد ترامب؟
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية 28-01-2025
كان أقوى الشخصيات في قطاع صناعة التكنولوجيا في المقدّمة وفي قلب حفل تنصيب ترامب، وكلّ واحد منهم يأمل في شيء أكثر من مجرّد دعوة إلى حفل افتتاح الإدارة الجديدة.
تميّزت الحملة الانتخابية لدونالد ترامب بدعم مليارديرات التكنولوجيا، وجلس هؤلاء في الصفوف الأمامية في حفل تنصيب الرئيس المنتخب، لكن ما هو الهدف من هذا الدعم؟
نشرت وكالة “بلومبرغ” تقريراً تجيب فيه عن هذا السؤال.
ما الذي يريده مليارديرات التكنولوجيا في عهد ترامب؟
كان الرئيس دونالد ترامب عدائياً في كثير من الأحيان تجاه أكبر شركات التكنولوجيا في العالم وقادتها، حيث وصف “فيسبوك” بأنه “عدوّ الشعب” وجيف بيزوس بأنه “جيف بوزو”. ولكن بعد أن بذلوا قصارى جهدهم لتكريمه، اصطفّ قادة التكنولوجيا في أماكن الشرف في حفل تنصيب ترامب في 20 يناير 2025.
وفي حين أنّه من الجيد أن تتمّ دعوتهم إلى الحفل، إلا أنّ هذا لم يكن الهدف النهائي، فهناك الكثير مما يريده مليارديرات التكنولوجيا من ترامب على مدى السنوات الأربع المقبلة.
فيما يلي نظرة عامّة إلى ما هو على الطاولة:
إيلون ماسك: الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” و”سبيس إكس” ومالك تطبيق “إكس”
ما الذي قدّمه؟
قدّم ماسك ما لا يقلّ عن 245 مليون دولار في مساهمات لحملة ترامب الرئاسية ولجان العمل السياسي المتحالفة، مع نشره أيضاً دعماً شخصياً متحمّساً باستمرار، وإنشاء شبكة اجتماعية داعمة للرئيس على تطبيق “إكس”.
ما الذي حصل عليه؟
ماسك يحظى باهتمام ترامب كما أنه يؤدّي دوراً في وزارة كفاءة الحكومة التي تمّ تشكيلها حديثاً، والتي لم تُرَ قوتها الحقيقية بعد، ولكنها تأتي على الأقل مع مكتب في البيت الأبيض وعنوان بريد إلكتروني. وهنا يجدر الذكر أنّه تمّ اختيار حلفاء أغنى رجل في العالم لإدارة وكالة ناسا (جاريد إسحاقمان) ولجنة الاتصالات الفيدرالية (بريندان كار).
ما الذي يريده؟
الحكومة الفيدرالية هي العميل الأكثر أهمية لشركة ماسك لتقنيات استكشاف الفضاء والشركة التابعة لها، “ستارلينك”. يمكن لإمبراطورية ماسك أيضاً الاستفادة من نهج متساهل تجاه السيارات ذاتية القيادة، مما سيفيد شركة “تسلا”، بالإضافة إلى تمكين لجنة الاتصالات الفيدرالية، وتمويل نمو ستارلينك، وسوف يؤدي هذا إلى تخفيف العبء التنظيمي على شركة “سبيس إكسط، وشركة “بورينغ كو” التي يملكها ماسك، وشركته الناشئة الأخيرة “إكس إيه آي”. ومن المؤكّد أنّ ترامب سوف يفي بتعهّده بإرسال روّاد فضاء إلى المريخ، وهو ما من شأنه أن يحقّق هدفاً طالما راود ماسك طيلة حياته.
جيف بيزوس: مؤسس “أمازون” و”بلو أوريجين”؛ ومالك صحيفة “واشنطن بوست”
ما الذي قدّمه؟
تبرّعت شركة “أمازون” بمبلغ مليون دولار للجنة تنصيب ترامب. ورفضت صحيفة “واشنطن بوست” تأييد مرشح رئاسي، وهو القرار الذي قال بيزوس إنّه كان يهدف إلى تجنّب خلق التحيّز، على الرغم من أنّ العديد من الناس، بمن في ذلك عدد كبير من المشتركين السابقين في صحيفة “واشنطن بوست”، اعتبروه بمثابة استرضاء لترامب. كما حصلت “أمازون” على الحقوق الحصرية لإنتاج فيلم وثائقي عن السيدة الأولى ميلانيا ترامب، التي ستعمل كمنتجة تنفيذية للمشروع.
ما الذي حصل عليه؟
كان لبيزوس مقعد بارز في حفل التنصيب، إلى جانب وجود مقعد إضافي لشريكته لورين سانشيز. قال بيزوس في أواخر العام الماضي إنه “متفائل للغاية” بشأن الإدارة المقبلة وإنّ ترامب يبدو “أكثر ثقة واستقراراً”.
ما الذي يريده؟
صنعت لينا خان، رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية للرئيس جو بايدن، شهرتها عندما كانت لا تزال طالبة قانون من خلال القول بأنّ “أمازون” تمثّل تهديداً جديداً لمكافحة الاحتكار.
بعد تولّيها منصب اللجنة، قدّمت شكوى زعمت فيها أنّ “أمازون” تدير احتكاراً غير قانوني. حتى مع مغادرة خان، حكم القاضي بأنّ الشركة يجب أن تواجه الدعوى القضائية، تريد “أمازون” تسوية تبقي القضية خارج المحكمة. كما تواجه عشرات الشكاوى من مجلس العلاقات العمالية الوطني، وخاصة بشأن معاملة عمال المستودعات. تنفي الشركة ارتكاب أيّ مخالفات وطعنت في دستورية مجلس العلاقات العمالية الوطني. وتعدّ “Amazon Web Services”، قسم الحوسبة السحابية التابع لها، متعاقداً رئيسياً للجيش، كما تتنافس شركة الفضاء التابعة لبيزوس، “Blue Origin”، على العقود.
مارك زوكربيرغ: الرئيس التنفيذي لشركة “Meta”
ما الذي قدّمه؟
ساهمت شركة “Meta” بمليون دولار في حفل التنصيب، كان زوكربيرغ يدعم ترامب بشكل متزايد في الأماكن العامّة، وأبرزها عندما علّق على إطلاق النار عل ترامب بالقول إنّه “أحد أكثر الأشياء فظاعة التي رأيتها في حياتي”. أجرى زوكربيرغ مؤخراً تغييرات كبيرة على سياسات مكافحة المعلومات المضللة في “Meta”، مما أدّى إلى تفكيك النهج الذي اشتكى منه ترامب لفترة طويلة.
ما الذي حصل عليه؟
لم يعد ترامب يفكّر علناً في سجن زوكربيرغ مدى الحياة، وبدلاً من ذلك منحه مقعداً بارزاً في حفل التنصيب. وأدرج ترامب في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في 23 يناير، مقترحاً قدّمه زوكربيرغ مفاده أن يضغط ترامب على أوروبا لتخفيف الإجراءات ضدّ شركات التكنولوجيا الأميركية.
ما الذي يريده؟
لدى “Meta” الكثير من الأعمال أمام الحكومة الفيدرالية، بما في ذلك نماذج الذكاء الاصطناعي التي تروّج لها للوكالات الفيدرالية ومقاولي الدفاع. وتحاول لجنة التجارة الفيدرالية أيضاً إجبار الشركة على بيع “واتسأب” و”إنستغرام”، مع إجراء محاكمة في أبريل. وسوف يستفيد زوكربيرغ من تقليص نهج مكافحة الاحتكار في عهد بايدن.
كما أنّ بعض الإجراءات التي من شأنها أن تفيد “ميتا”، مثل تبنّي الحكومة لنماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر وحظر “تيك توك”، تتعارض مع مصالح سماسرة التكنولوجيا الآخرين الذين يتقرّبون من الرئيس.
تيم كوك: الرئيس التنفيذي لشركة “أبل“
ما الذي قدّمه؟
كان كوك وحيداً تقريباً بين المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا في احتضان ترامب في ولايته الأولى. كما قدّم الرئيس التنفيذي لشركة “أبل” تبرّعاً شخصياً بمبلغ مليون دولار للجنة الافتتاحية لولاية ترامب الثانية.
ما الذي حصل عليه؟
ترامب، الذي كان مسروراً بوضوح باهتمام كوك، أشاد به علناً باعتباره “رجل أعمال جيداً للغاية”. خلال ولايته الأولى، خفّض ترامب التعريفات الجمركية على المكوّنات التي تحتاجها “أبل” من الصين. حضر كوك حفل التنصيب الأسبوع الماضي؛ وكان مقعده بعيداً قليلاً عن مقاعد أقرانه.
ما الذي يريده؟
تواجه “أبل” مرة أخرى احتمال أن تعاني من أضرار جانبية في حرب تجارية مع الصين، حيث يتمّ تجميع أكثر من 80% من أجهزة آيفون، وفقاً لـ “Bloomberg Intelligence”. إنّ العلاقة الشخصية بين كوك وترامب تضعه في موقف قوي للتخفيف مرة أخرى من التأثير على عمليات التصنيع لشركته. تواجه “أبل” أيضاً تحقيقاً في مكافحة الاحتكار. ولأنّ القضية لا تزال في مراحلها المبكرة، فقد يقرّر المعيّنون من قبل ترامب تسويتها أو رفضها.
سوندار بيتشاي: الرئيس التنفيذي لشركة “ألفابت“
ما الذي قدّمه؟
قدّمت شركة “ألفابت” مساهمة قدرها مليون دولار للجنة الافتتاحية.
ما الذي حصل عليه؟
وُضِع بيتشاي بين بيزوس وماسك في حفل التنصيب. كما حضر سيرجي برين، المؤسس المشارك لشركة “غوغل”.
ما الذي يريده؟
إنّ قضيتَي مكافحة الاحتكار اللتين رفعتهما وزارة العدل الأميركية ضدّ شركة بيتشاي أبعد من الدعوى القضائية ضدّ أقرانها. وقد تؤدّي هذه القضية إلى إصدار أمر تفكيك، لكنّ المعيّنين الجدد من قبل ترامب لديهم سلطة تقديرية لتغيير القرار الذي تسعى الوزارة إلى تحقيقه. كما تمتلك “غوغل” قائمة رغبات لتنظيم الذكاء الاصطناعي تتضمّن تكييف القوانين الحالية بدلاً من إنشاء قوانين جديدة وتجنّب إنشاء هيئة تنظيمية خاصة بالذكاء الاصطناعي.
شو زي تشيو: الرئيس التنفيذي لشركة “تيك توك“
ما الذي قدّمه؟
أصبح الملياردير جيف ياس، المتبرّع الضخم للحزب الجمهوري، والذي تمتلك شركته حصة 15% في شركة “بايت دانس”الشركة الأم لتطبيق “تيك توك”، والتي تتخذ من الصين مقراً لها، حليفاً ومستشاراً مقرّباً لترامب.
وبعد محاولته حظر “تيك توك” في ولايته الأولى، قال ترامب مؤخّراً إنه لديه الآن “نقطة جذب” للمنصة، حيث يراها وسيلة فعّالة لتوزيع المحتوى الملائم لترامب.
ما الذي حصل عليه؟
جلس تشيو في الصف خلف المسؤولين التنفيذيين الآخرين في مجال التكنولوجيا في حفل التنصيب. كما وقّع ترامب على أمر تنفيذي يهدف إلى تأخير إنفاذ قانون حظر “تيك توك” اعتباراً من 19 يناير لأنه لم يجد مالكاً جديداً من دون روابط مع الصين.
ما الذي يريده؟
لا يزال عمل “تيك توك” في الولايات المتحدة يواجه تهديداً وجودياً يرغب تشيو في إنهائه في أقرب وقت ممكن. ولا يزال العمل جارياً على وضع الخطوط العريضة للحلّ الدائم؛ حيث قال ترامب إنّه يأمل في تشجيع مشروع مشترك بين “بايت دانس” ومستثمر أميركي.