آسياأخبار العالمالشرق الأوسط

بكين: مشاورات سياسية بين الصين وفلسطين: تعزيز التعاون الاستراتيجي واستمرار الدعم لفلسطين

في لقاء رسمي بمقر وزارة الخارجية الصينية في العاصمة بكين، اجتمع وفد فلسطيني رفيع المستوى مع نظرائهم في الحكومة الصينية لمناقشة العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية. جاء اللقاء في إطار زيارة رسمية فلسطينية للصين هي الأولى من نوعها منذ فترة طويلة.

بدأ اللقاء بتقديم سعادة السفير الصيني تشن دي تشنغ ترحيبًا حارًا بالوفد الفلسطيني، مشيدًا بالدور الكبير الذي تلعبه القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس في عملية السلام، مؤكدًا على العلاقة التاريخية الوثيقة بين فلسطين والصين، والتي ازدادت قوة بعد زيارة الرئيس عباس الأخيرة إلى الصين، والتي شهدت رفع مستوى التعاون بين البلدين إلى مستوى شراكة استراتيجية.

كما أشاد السفير الصيني بالزيارة الرسمية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنها أول زيارة من نوعها منذ فترة طويلة، معبرًا عن تقديره للدور الذي تلعبه فلسطين في دعم القضايا الصينية على الصعيد الدولي، خصوصًا في القضايا المتعلقة بالصين الواحدة.

من جانبها، شكرت السيدة جميلة حسن عريقات، مديرة ادارة الشؤون الآسيوية والباسفيك، الجانب الصيني على دعوتهم الكريمة وحفاوة الاستقبال، مبدية فخرها بالتاريخ الطويل للتعاون بين البلدين.

وأشارت إلى الدعم الكبير الذي قدمته الصين لفلسطين على مر العقود، لا سيما في بداية الثورة الفلسطينية حينما استعانت منظمة التحرير الفلسطينية بالصين في مجال التدريب العسكري والدعم المادي. كما أكدت التزام فلسطين الثابت بمبدأ الصين الواحدة، وثمنت مشاريع الدعم التي تقدمها الصين لفلسطين، بما في ذلك دعم وكالة الأونروا واليونسيف والمساعدات العينية.

من جانبه أكد السفير الصيني على أن الصين ستستمر في دعم فلسطين في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن الصين ستستضيف القمة العربية الصينية في العام المقبل، متطلعين إلى حضور الرئيس عباس القمة.

كما أشار إلى أن الصين قدمت حتى الآن 35 مشروعًا إلى فلسطين، بالإضافة إلى تقديم مساعدات نقدية للسلطة الوطنية الفلسطينية وللأونروا بعد العدوان على قطاع غزة، مؤكدًا استعداد بلاده لتنفيذ وتقديم المزيد من المشاريع التنموية والإنسانية.

اما فيما يتعلق بالجهود الدولية، أبدت عريقات رغبة فلسطين في تعزيز التعاون في محافل متعددة، بما في ذلك الدعوة المقدمة من الجانب الصيني للمشاركة في القمة العربية الصينية القادمة، وزيارة المبعوث الخاص لعملية السلام الصيني إلى فلسطين، مطالبة الصين بزيادة دعمها المالي للأونروا، باعتبارها “شريان الحياة للاجئين الفلسطينيين”.

كما طرحت عريقات ضرورة تسريع انضمام فلسطين لشركة الائتمان الصينية (Sinosure) ودعت إلى اتخاذ موقف حازم من الصين في إدانة أعمال الإرهاب من قبل المستوطنين في الضفة الغربية، بالإضافة إلى مطالبة الصين بدور فاعل في بعثة الاستقرار وبعثة حفظ السلام في المنطقة.

وفي ردوده، أكد السيد تشن دي تشنغ على موقف الصين الثابت في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الصين ستدرس كافة المطالب الفلسطينية، بما في ذلك زيادة الدعم المالي للأونروا ودراسة مسألة انضمام فلسطين لشركة (Sinosure). كما جدد رفض الصين لأي انتهاكات للقانون الدولي من قبل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بما في ذلك الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وتعهد السفير الصيني بدعم الجهود الفلسطينية على المستوى الدولي، مشيرًا إلى أن الصين تقف مع فلسطين في الساحات الدولية، وداعية إلى تعزيز الوحدة الداخلية الفلسطينية، مؤكدًا أن الصين كانت قد عاشت ظروفًا مشابهة في الماضي وتمكنت من تحقيق انتصارها من خلال الوحدة الداخلية والتنسيق بين جميع الأطراف.

في الختام، أكد سعادة المستشار أول الدكتور شادي أبو زرقة، القائم بأعمال سفارة فلسطين لدى الصين، على تقديره العميق للجهود الصينية المستمرة في دعم فلسطين، مشيدًا بالتحركات الدبلوماسية الناجحة التي قادتها الصين لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية في المحافل الدولية. وأعرب عن استعداد فلسطين للتعاون الوثيق مع الصين في كافة القضايا التي تخدم مصالح الشعبين.

وختامًا، أكّد السفير الصيني تشن دي تشنغ على استعداد الصين الكامل لدعم فلسطين في “اليوم التالي” للحرب، وأن الصين ستظل حليفًا ثابتًا لفلسطين في سعيها لتحقيق العدالة والسلام.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق