بكين تنتقد البيان الأميركي – الياباني وتتهمه بتصعيد التوترات الإقليمية
![](https://i0.wp.com/strategianews.net/wp-content/uploads/2025/02/AP17213205157228-1725785609.webp?resize=770%2C470&ssl=1)
قسم الأخبار الدولية 10/02/2025
أعربت الصين عن استيائها الشديد من البيان المشترك الصادر عن الولايات المتحدة واليابان عقب اجتماع قادة البلدين، معتبرة أنه يحمل “تعليقات سلبية” بشأنها ويتضمن “تدخلاً سافراً” في شؤونها الداخلية، في خطوة تعكس استمرار التوتر بين بكين وواشنطن وطوكيو بشأن قضايا استراتيجية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
احتجاج دبلوماسي صيني رسمي
استدعت وزارة الخارجية الصينية كبير مسؤولي السفارة اليابانية في بكين، حيث أبلغ المدير العام لإدارة الشؤون الآسيوية في الوزارة، ليو جينسونغ، الجانب الياباني أن بكين ترى في البيان “هجوماً وتشويهاً لصورتها”، مؤكداً أن الصين لن تقبل بأي محاولات خارجية للتدخل في شؤونها الداخلية.
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية قوه جياكون، خلال مؤتمر صحفي، إن بلاده قدمت احتجاجات رسمية لكل من الولايات المتحدة واليابان، مشدداً على أن “التوصيفات الخاطئة” للصين في البيان المشترك لا تساهم إلا في تصعيد التوترات الإقليمية.
الخلاف حول بحر الصين الجنوبي وتايوان
انتقد البيان الأميركي – الياباني ما وصفه بـ”الأنشطة الاستفزازية” الصينية في بحر الصين الجنوبي، الأمر الذي رفضته بكين بشدة، معتبرة أنه محاولة لـ”افتراء وتشويه” الواقع في المنطقة. كما أعاد البيان التطرق إلى قضية تايوان، حيث شدد الزعيمان الأميركي والياباني على “أهمية ضمان الاستقرار في مضيق تايوان”، وهي نقطة حساسة لطالما اعتبرتها الصين خطاً أحمر يمس سيادتها ووحدة أراضيها.
التداعيات السياسية والعسكرية
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار التوترات بين الصين من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى، بشأن عدة ملفات استراتيجية، لا سيما الأمن الإقليمي في المحيط الهادئ والتوازنات الاقتصادية. فبينما تؤكد بكين أن تحركاتها في بحر الصين الجنوبي ومناطق أخرى مشروعة، ترى واشنطن وطوكيو أنها تهدد الاستقرار الإقليمي.
ويعكس البيان الأميركي – الياباني اتجاهاً متزايداً نحو تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين في مواجهة النفوذ الصيني، حيث أشار إلى ضرورة “الوقوف معاً في مواجهة العدوان الاقتصادي الصيني”، في إشارة إلى المنافسة التجارية المحتدمة بين واشنطن وبكين.
الموقف الصيني ومآلات التوترات
تؤكد الصين أن مثل هذه التصريحات والتحركات لن تؤثر على سياستها الإقليمية، مشددة على أنها ستواصل الدفاع عن مصالحها الاستراتيجية في المنطقة. وفي ظل تصاعد الخطاب الحاد بين الأطراف، يبقى التساؤل مفتوحاً حول مدى إمكانية احتواء هذه الخلافات عبر القنوات الدبلوماسية أم أن المنطقة قد تشهد مزيداً من التصعيد، خاصة مع تزايد التحركات العسكرية الأميركية – اليابانية في محيط الصين.