آسياأخبار العالم

بكين تختبر صاروخا عابرا للقارات في المحيط الهادئ يثير قلق الدول المجاورة

قامت الصين بإجراء تجربة نادرة لصاروخ باليستي عابر للقارات مزوّد “برأس حربي وهمي” في المحيط الهادئ، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع التي قلّما تعلن عن هذا النوع من التجارب. واعتبرت نيوزيلندا التجربة “غير مرحب بها ومثيرة للقلق” على غرار اليابان التي أعربت عن “قلق جدي” بشأنها.

يبدو أن تجربة الجيش الصيني لصاروخ باليستي عابر للقارات مزوّد “برأس حربي وهمي” في المحيط الهادئ، لم يتم تنفيذها منذ عدّة عقود. وعلى الرغم من أنه لم يتمّ ربط هذه التجربة بالأحداث الراهنة، لكنها تأتي في سياق التنافس الصيني الأمريكي في المحيط الهادئ والتوترات بين بيكين ومانيلا في بحر الصين الجنوبي والعداء بين الصين  وتايوان، الجزيرة التي تعتبرها بكين جزءا لا يتجزأ من أراضيها.

هذا، ولم توضح الوزارة أين سقط الصاروخ ولا طبيعته، كما لم تحدّد ما إذا كان تمّ إطلاقه من غواصة أو من اليابسة.

ومن جهتها، أعلنت نيوزاندا الأربعاء أنّ تجربة إطلاق الصاروخ البالستي الصيني في جنوب المحيط الهادئ “غير مرحب بها ومثيرة للقلق”، متعهّدة التشاور مع الحلفاء عندما تتضح التفاصيل أما في اليابان، فقال المتحدث باسم الحكومة يوشيماسا هاياشي إنّه “لم يكن ثمة إشعار مسبق من الجانب الصيني” بشأن هذه التجربة. مؤكدا أنّ تعزيز بكين السريع لقوتها العسكرية وافتقارها إلى الشفافية يثيران “قلقا جديا”.

ويشار إلى أن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات تُعد من أقوى الأسلحة في العالم ويمكنها حمل رؤوس حربية نووية.

ومن جانبها، قالت وزارة الدفاع الصينية في بيان إنّ “القوة الصاروخية في جيش التحرير الشعبي أطلقت باتجاه أعالي البحار في المحيط الهادئ صاروخا باليستيا عابرا للقارات يحمل رأسا حربيا وهميا في الساعة 08:44 من يوم 25 سبتمبر، وقد سقط الصاروخ بدقة في المنطقة البحرية المحددة سلفا”. كما أوضحت أنّ “إطلاق الصاروخ يندرج في إطار برنامج التدريب الروتيني السنوي للقوة الصاروخية”، وأنه “يتماشى مع القانون والممارسات الدولية ولا يستهدف أي بلد أو هدف محدّدين”.

ومن جهة أخرى، أفاد محللون بأنّ هذه التجربة نادرة، إذ غالبا ما تجري الصين التجارب المماثلة ضمن نطاق مجالها الجوي. وقد سبق لبكين وأن قامت بتجربة صاروخية باليستية عابرة للقارات في جنوب المحيط الهادئ في الثمانينات.

وقال الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في الولايات المتحدة  أنكيت باندا إنه “من غير المعتاد على الإطلاق وعلى الأرجح هذه المرة الأولى منذ عقود نشهد فيها تجربة مماثلة”.كما أشار إلى أن هذه التجربة “ربما تؤشر إلى تحديث جارٍ في المجال النووي من قبل الصين، ويظهر ذلك من خلال حاجات جديدة في مجال التجارب”.

وتقوم الصين بحسب تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية نشر في تشرين الأول/أكتوبر 2023، بتطوير ترسانتها من الأسلحة النووية بشكل سريع جدا. وأفاد التقرير بأن الدولة الآسيوية قد تمتلك أكثر من ألف رأس نووية فاعلة بحلول 2030، أي نحو ضعف ما تمتلكه حاليا. هذا، وكانت الصين قد انتقدت هذا التقرير، وأكدت أن ترسانتها النووية التي تبقى محدودة مقارنة بما في حوزة الولايات المتحدة، هي حصرا لأغراض “الدفاع”.

كما كررت بكين التأكيد بأنها لن تكون المبادرة إلى استخدام السلاح الذري ما لم تتعرض لهجوم بسلاح من هذا النوع.

ووفقا للمعلومات المتوافرة عام 2023 للمعهد الدولي لأبحاث السلام، تمتلك الولايات المتحدة 3708 رأسا نوويا، مقابل 4489 رأسا لروسيا، بينما تقتصر ترسانة الصين على 410 رأسا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق