أخبار العالمبحوث ودراسات

“فلسطين في أوج انتفاضة النخب الغربية”… فلماذا تنام العقول العربية؟

الحق في الدفاع عن الأرض والذات والعرض في شرع الفكر الغربي ومعسكرات العلم والجامعات والحركات الطلابية هو مبدأ، لقد حركت القضية الفلسطينية إنسانية الشعوب التائقة الى التحرر وكل ضمير وعقل يفكر بيد أن الشعوب العربية مازالت تحسبها خدعة… بل تقول ان الإنسانية والحرية بدعة.

في قلب واشنطن وكاليفورنيا وجيورجيا ثم جامعات كولومبيا ييل، هارفارد، ستانفورد أعرق الجامعات الأمريكية وأولى الجامعات تصنيفا على مستوى العالم يبدو أن الحراك في الجامعات الأمريكية الداعي لوقف الإبادة الجماعية بغزة أصابت السياسة الأمريكية بمقتل، وكشف زيف ادّعاء واشنطن بأنّها راعية الديمقراطيات في العالم فالولايات المتحدة الأمريكية، والتي شنت الحروب لأجل هذا الشعار الزائف تطلق اليوم يد قوات الأمن في شتى الولايات لقمع الاحتجاجات وفضّ الاعتصامات الطلابية المناهضة لحرب الإبادة الجماعية في غزة بعنف كبير وغطرسة وبطش “بوليسها” اللقيط.

فقد اقتحمت الشرطة الأمريكية الجامعات، ومنها كولومبيا وكاليفورنيا، واعتقلت عشرات الطلاب المتضامنين مع فلسطين، ليصل العدد الإجمالي المعتقلين في كل الجامعات إلى أكثر من 1700 طالب وقد مارس الامن عليهم شتى انواع العنف.

تضامن دولي انتشر كالنار في الهشيم من أمريكا الى كل الجامعات الدولية باستثناء الجامعات العربية التي بقيت صامتة تشاهد دمار عقولها وهي في حالة عجز .

أبرز المطالب التي دعت اليها الاحتجاجات تمثلت في دعوة الطلاب لوقف دائم لإطلاق النار في غزة وخاصة وقف الإستعمار الصهيوني، وإنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة وغيرها من الشركات المستفيدة من الحرب، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو للطرد بسبب الاحتجاج.

وينحدر الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين اجتذبتهم هذه الاحتجاجات من خلفيات مختلفة، تشمل الديانتين الإسلامية واليهودية. ومن المجموعات المنظمة للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين “طلاب من أجل العدالة في فلسطين” و”الصوت اليهودي من أجل السلام”

“إنّ إسرائيل تخشى من الحراك الطلابي لأقصى الحدود”: لماذا؟

لأن إسرائيل تعي جيداً أنّ الحركة الاحتجاجية ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا بدأت في الثمانينات من القرن العشرين بالوسط الجامعي وانتهت بسقوط “نظام الفصل العنصري”.

وهنا يعمل اللوبي الصهيوني منذ عقدين لمنع “حركة مقاطعة إسرائيل”، فالمجلس الصهيوني من خلال الكونغرس الأمريكي  لعب دوراً محورياً لإصدار قوانين في أكثر من نصف الولايات الأمريكية، لمنع حركات المقاطعة بالرغم من كونها تعبيراً سلميّاً، وحقّاً دستورياً في أمريكا.

وتثبت التحاليل الى ان العديد من الطلاب الناشطين، “هم من منظمات يهودية علمانية من أجل السلام ” وهو ما يبرهن نظرية سقوط السامية وانكشاف هذا التحدي اليهودي لما تقوم به اسرائيل في قطاع غزة ويضرب على وتر حساس داخل إسرائيل فيما يخص الصراع بين العلمانيين واليهود المتشددين والمتطرفين.

في جامعة “مريلاند الأمريكية”، وبين صفوف الطلبة بدأت تقارير ومعلومات أخذت شكل تغريدات ضمن مواقع التواصل مفادها أنّ سبب شعور إسرائيل “بالذعر والقلق” يعود إلى أنّ هذا الحراك “غير مسبوق”، منذ احتجاجات حرب فيتنام، والاحتجاجات المناهضة للفصل العنصري في جنوب أفريقيا هو نفس السيناريو الذي سيتكرر أين ستؤدي الملحمة الأكاديمية في الجامعات الى بث الفكر الى كل الرأي الدولي والنخب وتوجيه الفكر الأكثر تفشيا في هذا الجيل وهو كسب تأييد جماهري –دولي في صف القضية الفلسطينية الدولة وعاصمتها القدس والاعتراف بالأرض ومالك الأرض وفي ذلك تقويض للادعاء الصهيوني المزعوم.  

كشف الحراك الطلابي في الجماعات الأمريكية نقطة تحول في مواجهة السردية الإسرائيلية التي تهيمن على العقل الغربي، فالتعامل العنيف مع الحراك الطلابي حجة تأتي ضمن هذا السياق.

فآلة القمع البوليسي والعنف يكشف حقيقة الديمقراطية الغربية المضللة وأنها لا تعدوا أن تكون شعارا وفي أوّل أمتحان لها داخل دولها قد سقطت وانكشف عنها الستار ووقعت ورقة التوت.

 كما تمّ الكشف على أدوات الهيمنة على المجتمعات الغربية، التي تتمثل في رأس المال المملوك للأثرياء والشركات المتعاطفة مع الكيان الإسرائيلي وهي لوبيات إجرامية بأتمّ معنى الكلمة، والتي تربطها مصالح مشتركة معه.

وتلك الهيمنة شملت كل المجال العام في الغرب، كالإعلام، والسينما، والسياسة، والاقتصاد والحياة الأكاديمية.

وفي المقابل العقول العربية تغط في نوم عميق فهي لم تقدر على لمس انسانيتها والتعرف عليها فكيف لها أن تدافع على الإنسانية ففاقد الشيء لا يعطيه.  

لقد باتت  كل المعطيات، دالة على كون الحراك الطلابي العالمي انتشار بتظاهرات في جامعات العالم وما نتج عنه من كشف لأدوات الهيمنة على المجتمعات الغربية، سيكون بداية التغيير التدريجي للموقف الغربي تجاه القضية الفلسطينية وسينظر إليه كأحد أدوات تحرر المجتمع الغربي نفسه.

 فهذا التأثير تراكمي  لإن دل على شيء فقد دل على اتصال الأجيال الجديدة بالقضية الفلسطينية وعمق إيمانهم برفض سيطرة الصهيونية على دوائر صنع القرار، وبالتالي ستخسر إسرائيل وصهيونيتها عقول اجيال وأجيال …

الأجيال التي كانت تخطط لأن تصبح صهيونية ها هي تثور ضدها بدأ من الجامعات والإعلام العالمي والرأي العام الدولي والاقتصاد والاستثمارات وحتى دور الثقافة والسينما والبرامج التعليمية…

منظومة قد تتشكل من جديد يدور فلكها في اعلاء حقوق الشعوب الضعيفة والمضطهدة وهكذا ينقلب السحر على الساحر ولكن الشعوب العربية بقيت عقولا نائمة بل عمياء… لم تدرك بعد مفهوم التحرر والدفاع على الإنسانية…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 − 2 =


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق