بعد سوريا.. تركيا تنخرط في القتال المباشر في ليبيا
طرابلس ليبيا-4-2-2020 زهور المشرقي
تواصل تركيا المخاطرة بالتدخل في الشأن الليبي، ما قد يؤدي إلى تعميق تورطها في الصراع في هذا البلد الذي يعيش مواطنوه أصلا مأساة منذ أحداث 2011 من انقسام ونهب للمقدرات وتشريد وتفشي الإرهاب،ليزداد وضعهم سوءً بالتدخل الخارجي وتوافد ألاف الإرهابيين، خاصة منذ قرار إرسال المرتزقة لدعم حكومة السراج، الأمر الذي مثّل مرحلة جديدة من تدويل القتال هناك.
وأعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، مواصلة أنقرة إمداد حكومة الوفاق ومليشياتها المسلحة بمركبات مدرعة وطائرات بدون طيار، إضافة إلى الدعم المادي للمرتزقة برواتب كبيرة مثلما أوضح ذلك فيديو نشره عناصر من المرتزقة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وكانت(استراتيجيا نيوز) قد تحصلت عليه ونشرته في وقت سابق.
وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي المختص في الشأن الليبي، تميم علي، في حديث خصّ بع صحيفة (ستراتيجيا نيوز) اليوم الثلاثاء 4فبراير 2020، إن دور القوات التركية في ليبيا في الأيام المقبلة سوف يتركز على مهام “التدريب والإستشارات”،لافتا إلى أن”قوات الوفاق وجدت نفسها في مأزق لا خلاص منه، وحتما ستجد تركيا نفسها مجبرة على الإنخراط المباشر في القتال”.
وأفاد محدثنا بأن على أوروبا والمجتمع الدولي إيقاف تصرفات أردوغان المنذرة بمخاطر في ليبيا حتى لا يتحول هذا البلد إلى سيناريو مماثل لما حدث من دمار في سوريا، متابعا: “لكن من الواضح تماما أن هناك المزيد من فصول مسرحية أزمة ليبيا – والدور الأكبر لتركيا فيها- ستتكشف خلال الأيام القليلة القادمة”،وفق تعبيره.
وشدد تميم علي ، على أن أردوغان يسعى من خلال اتفاقه مع السراج وجماعة الإسلام السياسي في طرابلس إلى تحقيق أطماعه في التنقيب عن الغاز في سواحل البحر المتوسط، ويحاول إثبات وجوده كلاعب إقليمي”مهم” في المنطقة.
وأضاف: إن الرئيس التركي يحاول بذلك “الردّ على اليونان وقبرص وإسرائيل ومصر في ليبيا”، على خلفية اتفاق شرق المتوسط الموقع بين الدول الأربع، والذي ترفضه أنقرة.
ولدى تطرقه إلى تصريحات الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري، قال المحلل السياسي: إن تركيا تريد إرسال18 ألف إرهابي إلى ليبيا، مذكرا بأن أنقرة كانت قد أرسلت 2000مسلح من تنظيم جبهة النصرة الإرهابي عبر مطار معيتيقة، أكده أيضا المسماري أمس الإثنين في نقطة إعلامية. وهو ما وكان الجيش الليبي قد أكد أن قاعدة معيتيقة قد تحولت إلى قاعدة تركية ، مشيرا إلى أن أردوغان،نقل 1500مسلح من تنظيم داعش من سوريا إلى طرابلس.
وكان المسماري قد صرح بأن أردوغان أنشأ شركة أمنية تحولت إلى ذراع لتنظيم الإخوان من أجل تنفيذ عمليات إرهابية في ليبيا، مبيّنا أن الرئيس التركي يدير شبكة إرهابية دولية من خلال هذه الشركة الأمنية ،عارضا أدلة على تورط أردوغان في دعم الإرهاب في ليبيا.
وتهدّد التدخلات التركية في ليبيا بإحداث أزمة أوسع في منطقة شرق المتوسط والتي بدورها يمكن أن تعقّد علاقات تركيا مع كل من موسكو وواشنطن والإتحاد الأوروبي.