بعد سوربا والصومال وليبيا..مطامع أردوغان تمتد إلى اليمن
صنعاء-اليمن-25-03-2020
بعد سوريا وليبيا والصومال، يوجه أردوغان بوصلة تدخله في الأمن القومي العربي إلى اليمن، حيث تطلعه إلى موطئ قدم له في البحر الأحمر في إطار أحلامه التوسعية، إذ لم يعد سرا تزايد حجم الدعم التركي لحزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسة لجماعة “الإخوان المسلمين” في اليمن.
تقول التقارير إن تركيا زادت من وتيرة تهريب الأسلحة والأموال إلى جماعة الإصلاح في الفترة الأخيرة، كما كثفت من إرسال عناصر الإستخبارات التركية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الإصلاح، وتدريب مئات عناصر الجماعة داخل الأراضي التركية، وسط تزايد حجم الخطاب الإعلامي الداعم للجماعة من خلال القنوات الإخوانية التي تبث من إسطنبول.
وبموازاة هذا الدعم العسكري والمالي والإعلامي تواصل تركيا انتشارها في المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الإصلاح من خلال هيئة الإغاثة التركية، إذ أن الدعم الإنساني أصبح ستارا للتدخل التركي عبر عناوين إقامة مستشفيات ومدارس وتقديم المعونات الغذائية، ولكن في حقيقة الأمر، تحول هذا النشاط إلى جهد استخباراتي بامتياز، ولعل النشاط الإستخباراتي التركي السابق في العراق وسوريا وليبيا والصومال وغيرها من المناطق، يؤكد هذه الحقيقة، وطبيعة المتاجرة بالشعارات الإنسانية والأخلاقية لصالح أجندة توسعية لها علاقة بالسيطرة والهيمنة من خلال إنشاء جماعات عسكرية تابعة لها، وتمكين هذه الجماعات من السيطرة وامتلاك عناصر القوة، تطلعا للوصول إلى السلطة، واللافت في النشاط التركي في اليمن تداخله بعوامل محلية وإقليمية أبرزها حالة الإصطفاف الإقليمي التركي الإيراني القطري في مواجهة التحالف العربي في اليمن.
من دون شك، ما يشجع أردوغان على مواصلة سياسته، هو غياب موقف عربي قوي يضع حدا لتدخله في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأمام حجم المخاطر فإن الدعوة إلى هذا الموقف تبقى هدفا أساسيا في المرحلة المقبلة برغم حجم الخلافات والاختلافات العربية.
- خورشيد دلي.. كاتب سوري.