بعد زلزال أفغانستان..عودة الجدل بشأن قوة تدخل سريع أوروبية
روما-إيطاليا-03-9-2021
أعرب عسكري إيطالي عن الإقتناع بأن أوروبا إذا كانت تريد امتلاك قوة تدخل سريع ذات قدرة كافية، فإن الخمسة آلاف رجل الذين اقترحهم المفوض السامي للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية، جوزيب بوريل، مجرد “عدد رمزي”.
وقال رئيس أركان القوة الجوية والدفاع السابق، الجنرال فينشينتسو كامبوريني، في تصريحات لوكالة (آكي) الإيطالية، بشأن قضية الدفاع الأوروبي المشترك التي عادت إلى قلب الجدل بعد الأزمة في أفغانستان: “نحن بحاجة إلى تجاوز هذا الرقم بكثير”، مبيناً أن “60 ألف عنصر، مع المكونات الجوية والبحرية اللازمة، والتي اقترحناها عام 1999 على أساس التجربة في كوسوفو، يمكن أن يكونزا نقطة انطلاق”.
وذكّر الجنرال بأنه في وقت مبكر من عام 1999 كان هناك في أوروبا حديث عن قوة تدخل سريع وتمت الموافقة على خطة عمل فيها مع ثلاثة زملاء آخرين في المجلس الأوروبي الذي عقد في ذلك العام في هلسنكي. وشدد على أن “ستين ألف جندي هو عدد متناسب ليكون هناك أمل بالنجاح”، أنه أوضح أن” كل شيء ظل حبراً على الورق منذ ذلك الحين”.
وأضاف:”من الضروري أن تكون الجهات الفاعلة الرئيسية الثلاثة : فرنسا وإيطاليا وألمانيا متفقة حول بعض المواضيع الإقليمية للسياسة الخارجية على الأقل، كشمال إفريقيا ومنطقة الساحل”، وذلك “لاتخاذ قرارات سريعة وتشكيل أداة تعبر عن استعداد مشترك للتدخل”.
من جهته، قالت زعيمة حزب أخوة إيطاليا المعارض، جورجا ميلوني في تصريحات لصحيفة (لا ستامبا)، إن”المسألة لا تكمن في تشكيل جيش أوروبي، وهي قضية جهدت من أجلها بالفعل عندما كنت مناضلة شابة، بل ما هي فائدة دفاع مشترك بدون سياسة خارجية مشتركة؟”.
وأضافت السياسية المعارضة، أنه “لو كانت لدى أوروبا سياسة خارجية مشتركة، لفكرت طويلاً في عواقب الزلزال الجيوسياسي المتمثل بالإنسحاب من أفغانستان”.. بدلاً من ذلك “أسمع فقط أحاديث عن اللاجئين، وهي قضية مهمة بالتأكيد، لكنها ليست القضية الوحيدة”.
واستطردت قائلة:” باسم حزب المحافظين الأوروبي الذي أمتلك قيادته، أؤيد الطريق الثالث.. فأوروبا الأوطان ليست بدعة، وقد آمن بها ديغول بالفعل”. وتساءلت:”كيف نقرر إرسال بعثات أوروبية تحت قيود الإجماع؟ كيف يعمل الناتو؟ إنها هيئة فوق وطنية، وبقدر ما كانت متحيزة حتى الآن تجاه الولايات المتحدة، فإننا نقرر معًا”.