بعد الإنهيار المفاجئ في أفغانستان..ماذا في جعبة الأمريكان وطالبان؟
كابول-زهور المشرقي17-8-2021
تسارعت الأحداث بشكل دراماتيكي في أفغانستان باكتساح حركة طالبان المناطق والمدن الرئيسية وصولا إلى السيطرة الكاملة على العاصمة كابول بشكل فاجأ الجميع، قد لا يكون نتيجة قوة طالبان بقدر ماهو سوء تقدير من الرئيس الأفغاني وبعض قياداته الذين كانوا يعتمدون على جيش قوامه 325 ألف جندي تدربوا طيلة العشرين عاما الماضية وتسلحوا بأسلحة حديثة و260 طائرة حربية…
كان هذا التحوّل السريع في مجريات الأحداث في أفغانستان متوقعا منذ قرار انسحاب القوات الأمريكية حيث استغلت حركة طالبان الفراغ للإسراع في الزحف على مناطق البلاد.
الرئيس الأمريكي جو بايدن رد على الإنتقادات الأخيرة التي طالت إدارته بسبب ما حصل في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي الذي اعتبره البعض مخجلاً ومفاجئا، قائلا إن خروج القوات الأمريكية من هُناك كان في الوقت المناسب.
وأقر بايدن بأن قرار الإنسحاب جاء منه شخصياً.
كما شدد على أنه برغم كل الإنتقادات التي طالته، إلا أن قرار الإنسحاب كان القرار الصحيح.
وذكر، في كلمة ألقاها من البيت الأبيض، بشأن تطورات الوضع هناك، أن الولايات المتحدة تسعى اليوم إلى وضع خطة بشأن الإنهيار السريع.
في واقع هذه التطورات أعرب عديد السياسيين والخبراء العسكريين عن خشيتهم من تداعيات الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان، وترك الساحة أمام حركة طالبان، لتكون ملاذًا آمنًا للجماعات “الجهادية”، وتصديرها إلى البلدان المحيطة، خاصة الصين المنافس الإقليمي الشرس للولايات المتحدة، بل إن الكثير من المراقبين اعتبروا أن أهم أهداف انسحاب واشنطن من البلاد في هذا التوقيت هو إفساح المجال لخلق بؤر توتر أمام منافسيها في هذه المنطقة وخاصة الصين وإيران وروسيا.
إلا أن الأمر على ما يبدو-إلى حد الآن على الأقل- ليس بهذه الصورة لدى قيادات طالبان الذين بدأوا منذ أكثر من عامين في إرسال رسائل طمأنة للجميع في محاولة لكسب رضا محيطها الإقليمي، بدءً من روسيا، ومرورًا بإيران ثم مؤخرا الصين.
وكان المتحدث باسم حركة طالبان،محمد نعيم،أعلن في الثامن والعشرين من يوليو الماضي أن وفًدا من الحركة بقيادة المسؤول الثاني في طالبان، الملا عبدالغني بارادار،التقى في الصين وزير الخارجية الصيني ومسؤولين آخرين.
وقال نعيم لوكالة الأنباء الفرنسية في كابول:”إن متمردي طالبان أكدوا للصين أن الأراضي الأفغانية لن تُستخدم ضد أمن أي بلد كان”.
وبخصوص مستقبل تنظيم “القاعدة” لفت عديد الخبراء إلى أنه بعد استباب الوضع لطالبان هناك سيناريوهان للقاعدة: الأول أن تستمر في معقلها تحت حماية الحاكم الجديد، والثاني أن تنقلب عليه لخدمة مشروعها في التمدد دوليا، وهذا الأخير “غير مرجح” نظرا لأن حجم الإرهاب بالمنطقة “يجب أن يبقى متوازنا مع مصالح القوى الكبرى”، كما أن التيار المهيمن على القاعدة حاليًا “ينتهج استراتيجية الوصول البطئ إلى أهدافه” بعد الضربات القوية التي أصابته..