أخبار العالمالشرق الأوسط

بريطانيا تقدم 5 ملايين جنيه إسترليني لدعم اليونيسيف في لبنان وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية

في إطار الجهود الدولية الرامية لدعم لبنان في ظل الأزمات المتلاحقة التي يواجهها، أعلنت بريطانيا عن تقديم مساعدات بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني لصالح منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لتوفير الدعم الإنساني للأطفال والأسر المتضررة في لبنان. هذه المساعدات تأتي في ظل التدهور الكبير في الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية واشتداد النزاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

أكدت وزارة التنمية الدولية البريطانية أن هذه المساعدات ستوجه إلى برامج اليونيسيف التي تهدف إلى تحسين الوضع الإنساني للأطفال في لبنان، خاصة في مجالات الصحة والتعليم والتغذية. المبلغ المخصص سيساعد في تأمين خدمات الرعاية الصحية الأولية للأطفال الأكثر حاجة، وتوفير لقاحات أساسية ضد الأمراض، إلى جانب تقديم دعم نفسي للأطفال الذين تأثروا بالنزاع الدائر في المنطقة.

كما أن هذه المساعدات ستساهم في تحسين ظروف التعليم لأكثر من 400,000 طفل في لبنان، من خلال تأمين مستلزمات تعليمية ودعم المدارس المحلية التي تعاني من نقص التمويل. وتأتي هذه الخطوة في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعصف بلبنان، حيث تشهد البلاد انهياراً في الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة والتعليم.

يواجه لبنان واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخه الحديث، حيث تسبب الانهيار المالي في فقدان الليرة اللبنانية لأكثر من 90% من قيمتها منذ عام 2019، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بشكل كبير. هذه الأزمة زادت من معاناة المواطنين اللبنانيين، خاصة الأطفال الذين يمثلون الفئة الأكثر ضعفاً.

و كان الوضع تفاقم بشكل أكبر مع تداعيات انفجار مرفأ بيروت عام 2020، والذي دمر أجزاء كبيرة من العاصمة اللبنانية وترك آلاف الأسر بلا مأوى. بالإضافة إلى ذلك، يتزايد التوتر على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، مما يعرض لبنان لمزيد من الضغوط الأمنية والعسكرية.

إلى جانب التحديات الاقتصادية، لبنان يستضيف ما يقارب مليون لاجئ سوري، مما يزيد من الضغط على البنية التحتية المحلية والخدمات الاجتماعية. هذا الوضع جعل البلاد تعتمد بشكل كبير على المساعدات الدولية لدعم سكانها واللاجئين على حد سواء.

تأتي المساعدات البريطانية ضمن إطار أكبر من الدعم الدولي الذي يتوجه إلى لبنان في محاولة لتخفيف معاناة السكان. عدة دول ومنظمات دولية أخرى كانت قد أعلنت عن مساعدات مماثلة، خاصة في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة الإنسانية.

وكانت اليونيسيف قد نبهت في تقارير سابقة إلى أن الأوضاع في لبنان تؤثر بشكل خاص على الأطفال، حيث يعانون من سوء التغذية وعدم الحصول على التعليم والرعاية الصحية المناسبة. المنظمة أكدت أن هناك حاجة ماسة لتقديم المزيد من الدعم لتجنب حدوث كارثة إنسانية أوسع نطاقاً في البلاد.

وكانت السلطات اللبنانية قد رحبت بخطوة بريطانيا، مشيرة إلى أن هذه المساعدات تأتي في وقت حساس للغاية، حيث أن الخدمات الأساسية تعاني من نقص التمويل والضغط الكبير. من جهتها، شددت اليونيسيف على أهمية استمرار الدعم الدولي للبنان، مؤكدة أن الوضع الحالي يتطلب جهوداً مستمرة ومتواصلة لضمان عدم انهيار المزيد من القطاعات الحيوية في البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق