بريطانيا تعيد تفعيل الردع النووي الجوي لأول مرة منذ الحرب الباردة في خطوة لتعزيز مشاركة الناتو

قسم الأخبار الدولية 05/06/2025
أعلنت الحكومة البريطانية عزمها إعادة تفعيل الردع النووي المحمول جوّاً ضمن إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة، عبر شراء 12 مقاتلة أميركية من طراز F-35A القادرة على حمل رؤوس نووية، في ما وصفته لندن بأنه “أكبر تعزيز لقدراتها النووية منذ جيل كامل”.
وأفاد بيان صادر عن “داونينغ ستريت” بأن رئيس الوزراء كير ستارمر سيعلن رسمياً عن القرار خلال قمة الناتو المقررة في لاهاي، مشدداً على أن الخطوة تمثل نقلة نوعية في مساهمة بريطانيا في مهمة الردع النووي التابعة للحلف. وأكد ستارمر أن “الجيل الجديد من مقاتلات F-35A سيفتح عصراً جديداً لسلاح الجو الملكي وسيسهم في ردع التهديدات الموجهة للمملكة المتحدة وحلفائها”.
ورحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته بالخطوة واصفاً إياها بأنها “مساهمة بريطانية قوية جديدة في قدرات الردع النووي للحلف”، في وقت يتصاعد فيه القلق الأوروبي من استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا واقترابها من عامها الرابع.
وتنتمي مقاتلات F-35A إلى الجيل الخامس من الطائرات القتالية الشبحية، وهي مصممة لاستخدام مزدوج يتيح لها إطلاق ذخائر تقليدية ونووية، على عكس النسخة F-35B المستخدمة حالياً في بريطانيا. ومن المقرر أن تتمركز الطائرات الجديدة في قاعدة مارهام الجوية شرق إنجلترا، حيث ستندمج ضمن القوة الجوية الملكية وتدخل الخدمة خلال السنوات المقبلة.
وترى الخبيرة الفرنسية في الشؤون النووية إيلويز فاييه أن القرار يمثل استمراراً لمسار “إعادة التسلح النووي الأوروبي”، ويعكس عودة الاهتمام بالأسلحة النووية التكتيكية بعد عقود من الركود عقب زوال التهديدات التقليدية في التسعينيات. وأضافت أن هذا التطور يؤكد رغبة الناتو في تعزيز قدرات الردع أمام ما تعتبره الحلفاء “التهديد الروسي المتنامي”.
وكانت بريطانيا قد اعتمدت منذ التسعينيات على أسطول غواصاتها النووية كركيزة وحيدة للردع النووي، مما يجعل القرار الجديد تحوّلاً استراتيجياً يعيد التوازن بين الردع البحري والجوي، ويزيد من مرونة الردع النووي الأطلسي في مواجهة التطورات الأمنية في شرق أوروبا.