برنامج الأغذية العالمي: المساعدات الجوية إلى غزة غير كافية وتهدد سلامة المدنيين

قسم الأخبار الدولية 05/08/2025
أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن إسقاط المساعدات جواً فوق قطاع غزة ليس حلاً فعالاً للأزمة الإنسانية المتفاقمة، واصفًا هذه الوسيلة بأنها “غير كافية، ومحفوفة بالمخاطر، ومكلفة للغاية”.
وفي تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء الألمانية من برلين، قال مارتن فريك، الممثل الإقليمي للبرنامج في ألمانيا والنمسا وليختنشتاين، إن “الإسقاط الجوي أشبه بوضع ضمادات على جروح مفتوحة”. وأوضح أن هذه الطريقة في إيصال المساعدات لا تسمح بتوزيعها بشكل منظم في المناطق المكتظة بالسكان، مشيراً إلى ارتفاع خطر الإصابة أثناء عمليات الإسقاط، بالإضافة إلى أن تكلفتها تبلغ أكثر بـ34 مرة من تكلفة الشحن البري.
ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي يستعد فيه الجيش الألماني لإعادة تنفيذ عملية إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية فوق القطاع، في حين تقوم دول أخرى بإجراءات مماثلة بهدف إيصال الإغاثة إلى السكان المحاصرين.
وأشار فريك إلى أن غزة تعيش حالياً أسوأ أزمة جوع منذ اندلاع الحرب، موضحاً أن “واحداً من كل ثلاثة أشخاص لم يتناول طعاماً منذ أيام، ونحو نصف مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، بينما بدأ الأطفال يموتون فعلاً بسبب سوء التغذية”.
كما كشف أن مخازن برنامج الأغذية العالمي في غزة باتت فارغة، نتيجة الحصار المفروض منذ أسابيع، فيما تواجه شاحنات المساعدات عراقيل عند نقاط التفتيش، مثل التأخير في إصدار التصاريح أو اضطرارها إلى المرور عبر مناطق قتال.
وشدد المسؤول الأممي على أن الحل يكمن في فتح المعابر البرية وتسهيل الإجراءات. وأوضح أنه خلال فترات وقف إطلاق النار، تمكّن البرنامج من إدخال حتى 700 شاحنة يومياً إلى غزة، وتوزيع المساعدات على أكثر من 400 نقطة، مما ساعد في الوصول إلى الفئات الأكثر تضرراً، مثل الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن وذوي الإعاقة.
وبحسب فريك، يوجد حالياً أكثر من 170 ألف طن من المواد الغذائية جاهزة بالقرب من حدود غزة، وهي كمية كافية لإطعام السكان لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، لكن إدخالها متوقف على الموافقة الإسرائيلية وتوفير الممرات الآمنة.
وختم فريك قائلاً: “ما نحتاج إليه هو معابر مفتوحة، وتصاريح سريعة، وممرات خالية من السلاح. بهذه الطريقة فقط يمكننا استعادة ثقة الناس، وتفادي المجاعة، وإعادة تشغيل مطابخ الحساء والمخابز”.