آسياأخبار العالمأمريكاأوروبا

برلين تحذر ترمب من تقديم تنازلات لبوتين قد تضر بوحدة أوكرانيا

ناشدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الرئيس الأميركي السابق والمرشح المحتمل دونالد ترمب بعدم اتخاذ أي خطوات غير منسقة قد تأتي على حساب أوكرانيا خلال محادثاته المرتقبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسط مخاوف أوروبية متزايدة بشأن مستقبل الصراع.

دعوة أوروبية للوحدة وعدم المساس بسيادة أوكرانيا

خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أكدت بيربوك أهمية التكاتف الأوروبي-الأميركي في التعامل مع الأزمة الأوكرانية، مشددة على ضرورة أن تكون وحدة أراضي أوكرانيا أساسًا لأي مفاوضات مقبلة. كما أوضحت أن جميع الخيارات يجب أن تبقى مطروحة، دون تقديم تنازلات أحادية الجانب قد تؤدي إلى إضعاف الموقف الأوكراني.

ورغم أن بيربوك لم تعارض بشكل مباشر مشاورات ترمب مع بوتين، فإنها أوضحت أن الاتصال بين القادة جزء من العملية الدبلوماسية، لافتةً إلى أن زعماء أوروبيين آخرين تحدثوا سابقًا مع بوتين عبر الهاتف في محاولات لإيجاد حلول دبلوماسية للأزمة.

ترمب يسعى لاتفاق سلام… وأوروبا تخشى الثمن

يأتي هذا في وقت أعلن فيه ترمب أنه يعتزم التحدث مع بوتين غدًا (الثلاثاء)، مشيرًا إلى وجود “فرصة جيدة” للتوصل إلى اتفاق قد ينهي الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. لكن الاتحاد الأوروبي، وخاصة برلين، يخشى أن يأتي هذا الاتفاق بشروط غير متوافقة مع المصالح الأوكرانية، مثل التنازل عن بعض الأراضي التي تسيطر عليها روسيا أو التخلي عن طموح كييف في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ورغم عدم استجابة موسكو حتى الآن لمقترح أميركي لوقف إطلاق النار، فإن بيربوك رأت أن “الكرة الآن في ملعب بوتين”، محملة موسكو مسؤولية اتخاذ الخطوة الأولى نحو أي تسوية سلمية.

مخاوف أوروبية من تغيرات في السياسة الأميركية

يُنظر إلى نهج ترمب المحتمل تجاه الصراع الأوكراني على أنه مثير للجدل داخل الأوساط الأوروبية، إذ لطالما أبدى مواقف متباينة حول دعم أوكرانيا خلال رئاسته، وأثار مخاوف بشأن التزام الولايات المتحدة بمسؤولياتها داخل الناتو.

وفي ظل الضغوط الروسية على كييف، يتصاعد القلق الأوروبي من أن أي مفاوضات يقودها ترمب قد تفرض تنازلات على أوكرانيا دون ضمانات أمنية كافية، ما قد يفتح المجال لمزيد من التحركات الروسية في المنطقة ويهدد استقرار القارة الأوروبية على المدى الطويل.

ومع ترقب نتائج الاتصال بين ترمب وبوتين، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى تأثير هذه الخطوة على مسار الحرب، وما إذا كانت ستفتح الباب لحل سياسي، أم ستؤدي إلى مزيد من التعقيد في الموقف الأوكراني والأوروبي على حد سواء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق