بداية نهاية الغنوشي : المال السياسي والخروج الإستعراضي للتغطية على الفشل
تونس28-02-2021
في سابقة خطيرة تنم عن التعصب الحزبي الذي أعمى بصيرة جماعة”الإخوان”، قررت حركة”النهضة” – وهي الحزب الحاكم- النزول إلى الشارع، بدل أن يتحمل مسؤوليته في الإصلاح والبناء في ظل أوضاع اقتصادية واجتماعية كارثية كان ولا يزال لهم النصيب الأكبر في ترديها منذ 2011.
ومن الواضح أن قرار النزول إلى الشارع في هذا هذا التوقيت لم يكن صدفة، إذ جاء على وقع أزمة عميقة داخل أسوار الحركة وتصاعد الرفض لممارساتها في البلاد، خاصة مع قيام عديد الأحزاب والنواب بالتوقيع على عريضة لسحب الثقة من رئيس البرلمان الذي يرأس في نفس الوقت حركة “النهضة”.
إذن هي محاولة لاستعراض القوة أمام الخصوم من ناحية، ومن ناحية أخرى لترميم التصدع الذي أصاب الحركة بالإستقالات المتتالية لعدد من قيادييها وفي مقدمتهم عبد الفتاح مورو، الذي دعا رئيس النهضة رشاد الغنوشي، نهاية الأسبوع الماضي، إلى “اعتزال السياسة”، واصفا دعوة حركة النهضة إلى التظاهر في الشارع بـ”الخطأ”.
كما يأتي تنظيم هذه المسيرة التي حضرها الغنوشي بمثابة رسالة إلى الخارج على أنه لا يزال يمسك بخيوط اللعبة خاصة في ظرف تتحرك فيه بلدان أوروبية عديدة ضد جماعة “الإخوان”.
وعلق الرئيس التونسي قيس سعيّد، على هذه مسيرة بالقول “تشاهدون اليوم للأسف كيف تظهر الأموال وتُهدر في العاصمة، ويتحدثون كلّ مساء عن الإفلاس”،التي تداولت مصادر متطابقة أنها كلفت مليوني دينار.
من جانبه ، قال الأمين العام للمركزية النقابية نور الدين الطبّوبي:”أصبح لدينا منطق استعراض العضلات، وكنا نتمنى أن يكون استعراض العضلات من أجل إيجاد حلول ومخرجات لانتظارات الشعب التونسي”.
جريدة (الصحافة): وهنا تساءلت اليوم الأحد، “من أين لكم هذا؟.
سؤال استعجالي نطرحه أمام هذا الخروج الإستعراضي الحاشد للحركة الإخوانية، أمس السبت، بكل تلك الإمكانيات وبكل ذلك العتاد وبكل ذاك الإستعراض المادي وطابور الحافلات القادمة من كل تراب الجمهورية.
كل هذا يطرح السؤال عاليا: من أين لكم هذا؟ والسؤال في حد ذاته يحيلنا على التقرير الأخير لدائرة المحاسبات والذي أكد على المال مجهول المصادر المتدفق على حسابات الحركة.
مال وعتاد يجيئها من سماوات مجهولة وقد تجلى عميقا في استعراض القوة أمس السبت والذي خطب فيه الغنوشي ووجه فيه ما اشتهى من رسائل الى خصومه وخاصة الى رئيس الجمهورية، قيس سعيد، بقوله المباشر إن الحركات الشعبوية والخطاب الشعبوي قد انتهى وخاصة بعد سقوط الرئيس الامريكي ترامب العنوان الأبرز للشعبوية”، حسب زعمه.