باكستان تشيد بالتدخل الصيني لصد الغارات الهندية وتُبقي بكين في صلب التصعيد

قسم الأخبار الدولية 08/05/2025
صعّدت باكستان موقفها العسكري والسياسي تجاه الهند بعد إعلانها أن مقاتلات صينية متطورة من طراز J-10C شاركت في صد ضربات جوية هندية نفذتها نيودلهي فجر الأربعاء، وأسقطت خلالها القوات الباكستانية خمس طائرات هندية، منها ثلاث طائرات «رافال» فرنسية الصنع، حسبما صرّح وزير الخارجية إسحاق دار أمام البرلمان.
وأوضح دار أن القيادة الباكستانية أبقت بكين على اطلاع لحظي، مشيراً إلى أن السفير الصيني لدى إسلام آباد، جيانغ زايدونغ، زار مقر وزارة الخارجية الباكستانية في الساعة الرابعة صباحاً، تزامناً مع انطلاق العمليات العسكرية. في المقابل، لم تصدر الحكومة الهندية تأكيداً بشأن سقوط طائراتها، بينما تجاهل وزير خارجيتها، فيكرام ميسري، الحادثة، مكتفياً بالإشارة إلى هجوم سابق نُفذ الشهر الماضي، بحسب شبكة «بلومبرغ».
وجاء التصعيد على خلفية توترات مستمرة في إقليم كشمير، تصاعدت بعد هجوم في 22 أبريل أوقع 26 قتيلاً من المدنيين في الشطر الخاضع للهند. واتهمت نيودلهي باكستان بدعم المهاجمين، وهو ما نفته الأخيرة بشدة. وردت الهند بعملية جوية وُصفت بأنها “الأعمق” داخل الأراضي الباكستانية منذ حرب 1971، استهدفت تسعة مواقع، وأوقعت 31 قتيلاً مدنياً، بحسب بيان الجيش الباكستاني الذي أكد بدوره إسقاط طائرات هندية من طراز «ميغ-29» و«سو-30».
وعلى الرغم من هذا التوتر الحاد، دعت الصين الطرفين إلى ضبط النفس. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان إنه لا يملك معلومات حول مشاركة المقاتلات الصينية أو زيارة السفير، لكنه لم ينفِ بشكل صريح مشاركة بكين.
وتُعتبر الصين المزود الرئيسي للسلاح الباكستاني، إذ شكّلت أسلحتها أكثر من 80% من واردات إسلام آباد بين عامي 2019 و2023، وفق تقرير معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI). وقد تفاعل الرأي العام الصيني بشكل واسع مع أنباء مشاركة مقاتلات J-10C، حيث عدّها البعض دليلاً على تفوق السلاح الصيني، في حين كتب الصحافي هو شيجين أن ما جرى يمثل رسالة لتايوان ويؤكد تفوق الصين على فرنسا وروسيا في مجال الطيران العسكري.
وفي الأثناء، ارتفعت أسهم شركات الصناعات الدفاعية الصينية، بينما رأت بلومبرغ أن التطورات تمثل أول اختبار فعلي للأسلحة الصينية في نزاع شبه نظامي ضد دولة كبرى.
وتزامنت الأزمة مع زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى موسكو، في لحظة رمزية تجمع بين استعراض القوة الصينية وتعزيز التحالفات الجيوسياسية. ورغم التوازن العسكري بين الجانبين، فإن الهند تتفوق اقتصادياً بشكل واسع، إذ يزيد ناتجها المحلي الإجمالي بنحو ثمانية أضعاف على نظيره الباكستاني، فيما تكافح الأخيرة لتجاوز أزمة اقتصادية خانقة بدعم من قرض صندوق النقد الدولي بقيمة 7 مليارات دولار.