باحث مصري: موقف مصر القومي ودور القبائل الليبية في دحر العدوان
القاهرة-مصر-22-6-2020
قال محمد حميدة- صحفي وباحث في الشؤون التركية والعربية، في حديث مع صحيفة (ستراتيجيا نيوز) إن هدف القبائل هو التأكيد على الظهير الشعبي لمجلس النواب والجيش في الوقت الذي كانت تسعى بعض الدول للترويج لعكس ذلك،مذكرا أن المجلس قد حصل على تأييد ما يمكن القول بأنه 90% من قبائل ليبيا باستثناء بعض القبائل في الغرب وخاصة مصراتة.
وتابع قائلا:”بدأ دوره الفاعل في الداخل الليبي، خاصة أن الكلمة حتى اليوم هي للقبائل الليبية في إقليمي برقة وفزان، وهي الظهير والداعم الأكبر للجيش والبرلمان حاليا”.
وأضاف:” لقد أكدت القبائل على أنها المعادلة الأهم في ليبيا عندما قررت إغلاق حقول النفط في 18 يناير قبل مؤتمر برلين بيوم واحد، كوسيلة للضغط على ضرروة حل المليشيات”.
وأشار المحلل السياسي، إلى أنه في ظل تبادل الإتهامات بين الأطراف الليبية بالشرعية وعدم الشرعية تبقى الشرعية التي تستمد منها الأجسام السياسية والعسكرية في ليبيا هي المكوّن الإجتماعي الذي تمثله القبائل التي اكدت دعمها للبرلمان والجيش.
وفيما يتعلق بحضور ممثلي القبائل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي،اعتبر محدثنا أنها خطوة هامة للغاية، لأن البرلمان والجيش يستمدان شرعيتهما من القبائل أي من الشعب، وفي حال حضور مشايخ القبائل وطلبهم مساندة مصر فإن المهمة أمام البرلمان الليبي بشأن طلب تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك باتت بأمر القبائل، أي أن البرلمان ينفذ مطالب الشعب الليبي بضرورة مساندة الدولة الشقيقة في التصدي للغزو والمليشيات الإرهابية.
وبشأن ما يردده البعض بأن مصر لديها أطماعها في ليبيا وما إلى ذلك ،علّق الباحث بأن مبررات الأمن القومي تكفلها المعاهدات التي اتخذت في القمم العربية والتي تهم البيت العربي في مواجهة الغزو الخارجي،وأن الأطماع تجسدها تركيا وليس مصر التي تعايشت مع جارتها ليبيا عبر التاريخ القديم والحديث في كنف الإحترام،ولم يُسجل أنها تدخلت كما تفعل تركيا حاليا وفعلت في السابق القوى الغربية.
وقال محمد حميدة، ان ما أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه الأخير، هو واقع أكدته 10 سنوات ماضية تأذت منه مصر بسبب الأوضاع في ليبيا ومع ذلك استضافت الأطراف الليبية كافة على طاولة مفاوضات، إلا أن الأهداف في الجانب الغربية غير مرتبطة بمصلحة وطنية لكنها مرتبطة بأجندة دولية ( جماعة الإخوان)، وبعد التأكد من مساعي القوى الإقليمية إلى السيطرة الكاملة على ليبيا وتمكين جماعات التطرف والإرهاب، كان لابد من موقف حازم وحاسم.
وختم بالقول: “تأكيد الرئيس السيسي على شرعية التدخل في ليبيا لا يعني رغبة مصر في التدخل بل هي رسالة حرب من أجل السلام، وبالتأكيد ستمارس مصر أقصى درجات ضبط النفس، إلا أنه في حال عدم التزام المجتمع الدولي بمسؤولياته والتزام الطرف الأخر بالحوار ومخرجات برلين وخروج كافة القوات الأجنبية من الأراضي الليبية سنكون بالفعل أمام سيناريو التدخل علما بأن القرار اتخذ بالفعل ويمكن تنفيذه في أي لحظة”.