باحث مصري: حرب تكسير عظام بين قيادات الوفاق..وتركيا تسعى لإجهاض الإحتجاجات
القاهرة-مصر-27-8-2020
خرج شباب “حراك الشعب” مجددا في العاصمة الليبية طرابلس، في مظاهرات احتجاجية في تحدٍ لقرار حظر التجول المفاجئ الذي أعلنته حكومة “الوفاق” ، وطاف مئات من الشباب، حول ميدان الشهداء وسط المدينة، مرددين هتافات تطالب بإسقاط النظام السياسي وإطلاق من تم اعتقالهم من شباب الحراك، عند انتقال المظاهرة أمام منزل رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج.
وفي خضم هذه التطورات،قال الباحث في الشؤون التركية- العربية محمد حميدة ، في تصريح لصحيفة (ستراتيجيا نيوز) اليوم الخميس 27 أغسطس، إن التظاهرات التي خرجت في طرابلس من أجل مطالب معيشية تطورت إلى مطالب سياسية، حيث تسعى بعض الأطراف في العاصمة لاستثمارها والإستفادة منها على حساب الطرف الأخر، خاصة أن وزير الداخلية فتحي باشاغا يسعى إلى تصدر المشهد على حساب السراج، آملا في المشاركة في الحكومة المقبلة.
وأكد حميدة أن هناك تحركات من أطراف عدة لإخماد الإحتجاجات في نفس الوقت الذي تساند فيه أطراف أخرى هذا الحراك ، خاصة في ظل الفساد المالي الكبير الحاصل في المصرف المركزي.
وتتواصل لليوم الخامس حالة الغضب في العاصمة الليبية ، تنديدا بتدهور الأوضاع المعيشية والخدمية والإقتصادية، ورفضا للتدخلات التركية، حيث لاقى الحراك استجابة عالية من كل المناطق.
وذكر أنه حسب معلومات مؤكدة، وضعت غرفة إدارة العمليات في طرابلس خطة لمحاولة السيطرة على الإحتجاجات من خلال سيناريوهات عدة، أهمها السيطرة الأمنية على الوضع من خلال حملات الإعتقالات المستمرة للعديد من الشباب من منازلهم.
وأضاف أن السيناريو الثاني هو تحويل المظاهرات من سلمية إلى بعض أعمال الشغب لتصبح المبررات جاهزة للتدخل الأمني وقمعها لتخويف الشباب من المشاركة.
وشدد حميدة على أن الغرفة دعت شباب الإخوان إلى المشاركة في المظاهرات وارتكاب أعمال تخريب ومن ثم الهروب وافتعال المناوشات مع المتظاهرين على أن يتم تصوير ذلك على أنه خلافات بين المتظاهرين وكذلك الإبلاغ عن القادة المؤثرين في الحراك لتتبعهم واعتقالهم من منازلهم..
وأكد محدثنا أن هذا الحراك يمكنه الإطاحة بحكومة “الوفاق” خاصة أن هذه الخطوة تشجع المجتمع الدولي على ضرورة تغيير الحكومة، وهو الأمر الذي يهدد وجود الأتراك في ليبيا،وإذا تمكنت المظاهرات من الإستمرار فإنها ستتطور نحو العمل على طرد المرتزقة الأجانب من الغرب الليبي، وهو ما قد يؤدي إلى اشتباكات محتملة بين المرتزقة وأهالي طرابلس، الأمر الذي يعجل بالموقف الدولي لإجبار المرتزقة على المغادرة.