باحث تونسي:ليبيا دخلت رسميا مرحلة الإحتلال التركي
تونس-تونس-21-5-2020
اعتبر الباحث التونسي جعفر محمود الأكحل، أن ليبيا دخلت رسميا مرحلة الإحتلال التركي ذلك بدخول القوات التركية قاعدة الوطية بالغرب الليبي.
وتحت عنوان:”الإحتلال التركي.. وبداية معركة التحرير”،قال:
انسحب الجيش الوطني الليبي من قاعدة الوطية( عقبة بن نافع) بعد قتال دام عدة أسابيع.. وطبعا لم تكن لتقدر الميليشيات السراجية على ذلك لولا القيادة الميدانية للجيش التركي.
وبذلك يمكن أن نقول إن الجيش الوطني الليبي أصبح يواجه الإحتلال التركي المباشر وهذه القاعدة لن يتصرف فيها السراج وميليشياته بل ستكون قاعدة عسكرية تركية وهي القريبة جدا من الحدود التونسية والجزائرية وتتجاوز مساحتها 50 كلم2
\
وأضاف:إن تركيا تواصل تأكيد حضورها في ليبيا وقد انطلقت في التنقيب عن النفط والغاز في السواحل الليبية وهذا هو هدفها الأول وهو هدف التنظيم الدولي للاخوان المسلمين الذين يبحثون عن المال باعتباره أحد أركان التمكين والتوسع والسيطرة، وليبيا هي ساحتهم الكبرى ليس فقط بسبب الثروات ولكن أيضا لموقعها الإستراتيجي حيث يحدها أكبر بلدين عربيين بهما أقوى الجيوش (مصر والجزائر).
من هنا ندرك أهمية ليبيا إذ أن المعركة بها مصيرية وأساسية، ومثلما سكت الغرب عن تدمير سوريا على امتداد عشر سنوات وتهجير نصف الشعب ولا تزال تركيا تحتل جزءً من الأراضي السورية وتحمي الجماعات الإرهابية تنهب البلاد وتسرق المحاصيل والآثار والمخطوطات، فإن الغرب
يسكت أيضا عن دورها في ليبيا بل إن الضوء الأخضر أعطي لها وما الإدعاء بضرورة منع وصول السلاح إلا خدعة لإضعاف الطرف المقابل أي الجيش الوطني..
ولكن على أردوغان أن لا يغتر كثيرا وأن لا ينسى التاريخ حيث إن الغرب كان ساند عسكريا لتركيا العثمانية سنة1854 في حربها ضد روسيا القيصرية في حرب القرم ( وكذلك شاركت تونس بأسطول بحري قوامه 15ألف رجل أيام المشير أحمد باشا باي، ولكن في النهاية انقلب الغرب على السلطان
عبد الحميد الثاني ولم يتركوا تركيا إلا بعد أن هزمت..وهكذا لن يبلغ أردوغان الجبال طولا وسيقع وضع حد لطموحاته في الوقت المناسب.
والدرس الذي نستخلصه من افتكاك قاعدة عقبة بن نافع هو أن الشعب الليبي وجيشه الوطني يواجهان مباشرة الإحتلال التركي الذي يسيطر على السيادة الوطنية في العاصمة ويستعد للتوسع واستعادة ترهونة قبل العيد وبداية خوض الحرب المباشرة ضد الجيش الوطني الليبي، وبالتالي أمام الليبيين اليوم مهمة إعلان الكفاح المسلح ضد الوجود التركي عبر حرب المقاومة الشعبية، وليبيا بلد شاسع ولن تقدر قوات نظامية على الصمود في بلد بهذا الإتساع.
وعلى الدول الحليفة لليبيا أن تعي خطورة الموقف..إن ليبيا اليوم بلد تحت الإحتلال المباشر مثل فلسطين، وأكيد أن أردوغان وعصابات النهب والعملاء يضعون نصب أعينهم أساسا مصافي وموانئ النفط والغاز التي هي تحت حماية الجيش الوطني وبالتالي المعارك القادمة ستكون لإعادة السيطرة عليها حيث كانت قبل حمايتها من الجيش تنهب ليلا ونهارا من طرف تركيا وقطر وبعض الدول الغربية بدعوى استرجاع المصاريف التي بذلت من أجل إسقاط نظام العقيد القذافي الذي طرد خمس قواعد عسكرية للأمريكان والإنجليز،ومن بينها قاعدة “ويلس”(قاعدة معيتيقة حاليا)وهي أكبر قاعدة للولايات المتحدة خارج أراضيها.. وها هي جماعة فبراير تهديها للإحتلال التركي إلى جانب السواحل والأجواء والقرار السياسي.. تركيا لن تخرج من ليبيا وهي لم تأت محررة بل غازية تماما كما جاءت إلى تونس سنة 1574 لـ”تحريرها” من الإسبان ولكنها لم تعد إلى قواعدها في تركيا بل احتلت البلاد لثلاثة قرون و78 سنة، حتى تحقق الإستقلال وقيام الجمهورية سنة 1957.
وغني عن التأكيد أن أردوغان يعتقد أن الشمال الإفريقي أوقاف تركية وهي أوهام تصطدم بحقائق التاريخ والجغرافيا القانون الدولي..