باحث أمريكي:جهود مستمرة في الكونغرس لإدراج “الإخوان” على قائمة التنظيمات الإرهابية
واشنطن-الولايات المتحدة-05-10-2020
قال الباحث الأمريكي سام ويسترب، مدير المرصد الإسلامى التابع لمنتدى الشرق الأوسط، إن جماعة “الإخوان” تؤسس جمعيات خيرية في أوروبا وأمريكا للتسلل إلى المجتمعات، والحصول على تمويل بملايين الدولارات، بما يمكنها من الوصول إلى صنّاع القرار في الدوائر الحكومية.
وانتقد ويسترب، في حوار مع صحيفة”الدستور” موقف الحكومات الغربية في تقديم الدعم للجماعة، متهمًا إياها بمنح التنظيم المنابر والأموال والسلطة، لتوسيع نفوذها وتنظيماتها المنبثقة عنها، لدرجة أن “منظمة الإغاثة الإسلامية” حصلت على نحو 100 مليون دولار من الحكومات الغربية والأمم المتحدة على مدار السنوات العشر الماضية.
وأشاد بدور مصر في محاربة الإرهاب ومحاكمات قادة التنظيم، مشيرًا إلى أن تلك المحاكمات كشفت عن دور المنظمات الإسلامية الغربية في تمويل ودعم الجماعة.
وأضاف:من خلال عملنا رصدنا نحو 80 جمعية خيرية مرتبطة بـ”الإخوان” وفروع الجماعة في مصر والأردن وسوريا والعراق وتونس وغيرها تدير شبكات خاصة بها فى أوروبا وأمريكا الشمالية. على سبيل المثال، تمتلك حركة “النهضة”، ذراع “الإخوان” فى تونس، تأثيرًا في واشنطن، وخاصة على الأكاديميين. وبعض صنّاع القرار.
وأشار إلى أن هناك الكثير من السياسات الخاطئة في الغرب التي ساعدت في انتشار الجماعة، منها سياسة التعددية الثقافية، وهي فكرة تم تطويرها في السبعينيات في أوروبا، تزعم أن الحكومات لا ينبغي أن تعامل المواطنين كأفراد، ولكن كأعضاء في مجموعات عرقية أو دينية .
وتلك السياسة كانت أحد المبادئ التأسيسية لما يسميه الأكاديميون فى الغرب “سياسات الهوية”، ووفقًا لسياسة التعددية الثقافية يمكن للحكومة تفويض المجتمعات لإدارة بعض شؤونها الخاصة، مثل الخدمات الإجتماعية، وأدى ذلك إلى مشكلة كبرى، لأنه عندما تتجه الحكومة إلى الجالية المسلمة فى بلد غربى، يخرج أعضاء “الإخوان” للحديث ويتصدرون المشهد.
والمجتمعات المسلمة فى الغرب ليست متجانسة، إنهم مسلمون من جميع أنحاء العالم، ويفرض أعضاء الجماعات الإسلامية الراديكالية أنفسهم كقادة للمجتمعات الإسلامية فى الغرب، وينشرون أفكارهم داخلها ويجندون عناصرها، في ظل غياب قدوة إسلامية رشيدة توعّي تلك المجتمعات وتنتشلها من قبضة الإسلاميين المتشددين.
وقال الباحث الأمريكي ويسترب” أعتقد أنه لم يكن ليتسلل عناصر “الإخوان” إلى المجتمعات الغربية لولا دعم الحكومات الغربية ومنحهم المنابر والمال والسلطة، وهذا الأمر وسّع من نفوذ الجماعة وتنظيماتها المنبثقة عنها في جميع دول الغرب والولايات المتحدة وأمريكا الشمالية.
وأوضح أن قطر لها دور كبير كممول لـ«”الإخوان”، وكانت أكثر حرصًا على إخفاء تمويلها فى السنوات الأخيرة، وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص، ينتشر التمويل القطري للجماعة من خلال عدد لا يُحصى من الجمعيات الخيرية.
كما أنشأت قطر ما يسمى “صندوق نكتار” في أمريكا، ويتولى هذا الصندوق نقل الأموال إلى مسجد يديره المدعو ياسر قاضي فى ممفيس، بولاية تينيسي، وحصل الصندوق على 27.8 مليون جنيه إسترليني من مؤسسة “قطر الخيرية”.
وأشار إلى أن هناك جهودا مستمرة في الكونغرس وداخل الإدارة الأمريكية لإدراج الجماعة على قائمة التنظيمات الإرهابية، لكن إحدى العقبات أمام هذا الإجراء هو طبيعة هيكل “الإخوان”، هل هي مثلًا حركة واحدة؟.. بالطبع لا، هي عشرات الحركات التي تعمل تحت أيديولوجية واحدة، وهي مجموعات متعددة تجمعها أفكار وأدبيات منظرى الجماعة “سيد قطب وحسن البنا”.
وقال:أعتقد أنه من المنطقى تحديد الهيكل الرئيسي للإخوان، بشكل مبدئي ووضعه على قائمة الإرهاب.
وأكد أنه على مدار السنوات العشر الماضية، تعلم أعضاء “الإخوان” في الغرب اللعب بخطاب وأنشطة اليسار وابتعدوا، إلى حد ما، عن تصدير أيديولوجياتهم الرئيسية أمام المجتمعات.
والقيادة الإخوانية لا تؤمن فعلًا بسياسات اليسار الراديكالي، لكنها ترى أنها وسيلة لإخفاء أجندتها المتطرفة، بالنظر إلى التضاربات الواضحة بين الفكر اليساري والقيم الإسلامية التقليدية.
وقال إنه لا تزال هناك مجموعة من الجيل الإخواني القديم داخل أمريكا تحاول إقناع الجيل الجديد بتغيير هذه التكتيكات، وأهم صوت إخواني قديم في أمريكا هو “منظمة الإغاثة الإسلامية”، وهي المنظمة الخيرية الهائلة التي تتبع التنظيم بشكل مباشر، وأسسها قادة الإخوان القدامى مثل عصام الحداد، الذى يواجه حاليًا تهمًا بالإرهاب.