أخبار العالم

بإمداد كييف بالأسلحة العنقودية..هل تدفع أمريكا روسيا إلى استعمال السلاح النووي؟

واشنطن-الولايات المتحدة-08-7-2023

قطعت الولايات المتحدة الطريق أمام التكهنات وأعلنت تقديم ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا، برغم معارضة المنظمات الحقوقية التي طالبت واشنطن بعدم تزويد كييف بهذه الأسلحة المحرمة دوليا، التي يبدو أنها ستكون أحدث الأسلحة الفتاكة في الحرب الروسية الأوكرانية.
واعتبر الرئيس بايدن، أن قرار منح أوكرانا الذخائر العنقودية كان صعبا للغاية.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت،أمس الجمعة، أنها ستزود أوكرانيا بحزمة جديدة من المساعدات العسكرية، تقدر قيمتها بـ800 مليون دولار، من بينها الذخائر العنقودية.
في هذه الأثناء وصف المرشح الرئاسي الأمريكي روبرت كينيدي جونيور، قرار واشنطن تزويد كييف بقنابل عنقودية محظورة، بالـ”طائش”.
وكانت أوكرانيا قد طالبت الغرب مرارا بتزويدها بالذخائر العنقودية، لكن دوله رفضت تزويدها بهذه الذخائر التي تنثر قنابل على مساحة واسعة، وتشكل تهديدا للمدنيين حتى بعد سنوات على توقف القتال.
ولأكثر من عام، ظل مخزون الولايات المتحدة من الذخائر التقليدية التي يمكن إطلاقها من مدافع الهاوتزر من عيار 155 مليتمرا يتراجع، وأرسلت الولايات المتحدة أكثر من 2 مليون قذيفة تقليدية إلى أوكرانيا.. ولم يتوقف الأمر على واشنطن، إذ أرسل حلفاؤها مئات الآلاف من القذائف.
وقال عضو البرلمان الأوكراني، يهور تشيرنييف، إن بلاده تحتاج ما بين 7- 9 آلاف قذيفة يوميا من أجل تعزيز الهجوم المضاد،لكن توفير هذا الكم الهائل من القذائف يضغط على مخزونات الولايات المتحدة وحلفائها بحسب أسوشيتد برس.
وفي هذا السياق، تبدو الذخائر العنقودية حلا مناسبا وفق المنطق الأمريكي في الحرب على روسيا، إذ إنها ستمكّن كييف من تدمير أهداف أكبر.

يقول موقع الصليب الأحمر الدولي إن الذخائر العنقودية أسلحة تتكون من حاوية تفتح في الهواء وتنثر أعدادا كبيرة من “القنابل الصغيرة” أو الذخائر الصغيرة المتفجرة تنتشر على مساحة واسعة.
وعلى سبيل المثال، يتراوح عدد الذخائر الصغيرة من عدة عشرات إلى ما يربو على 600 قطعة ويمكن إلقاء الذخائر العنقودية عن طريق الطائرات أو المدفعية أو القذائف.
والسواد الأعظم من الذخائر الصغيرة معد للانفجار عند الاصطدام.
وكانت الذخائر العنقودية قد استُخدمت للمرة الأولى في الحرب العالمية الثانية، ونسبة كبيرة من الذخائر العنقودية المخزَّنة في الوقت الحالي صُممت للاستخدام في الحرب الباردة.
وتمثل المقصد الأساسي منها في تدمير الأهداف العسكرية المتعددة المنثورة على مساحة واسعة، مثل تشكيلات الدبابات أو المشاة، وفي قتل المحاربين أو إصابتهم.
ووجود هذه الأسلحة يشكل تهديدا للمدنيين النازحين العائدين إلى أوطانهم، كما يعيق جهود الإغاثة وإعادة التعمير، حتى بعد عقود على انتهاء الحروب.
وقوبل القرار الأمريكي بانتقادات دولية، إذ أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رغبته في عدم رؤية هذه الأسلحة تستخدم ميدانيا.

وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية إن “نقل هذه الأسلحة (إلى أوكرانيا) سيتسبب بشكل لا مفر منه بمعاناة للمدنيين على المدى الطويل”.

واعتبرت منظمة العفو الدولية أن على إدارة بايدن “أن تدرك أن أي قرار يتيح الاستخدام الواسع للقنابل العنقودية في هذه الحرب سيؤدي إلى نتيجة واحدة متوقعة: القتل الإضافي للمدنيين”.

وأضافت: “الذخائر العنقودية سلاح عشوائي يمثل خطرا كبيرا على حياة المدنيين حتى بعد فترة طويلة من انتهاء النزاع”، مؤكدة أن استخدامها “لا يتوافق مع القانون الدولي”.

وتندرج الذخائر العنقودية ضمن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار، ما يرفع إجمالي المساعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن إلى كييف منذ بدء الغزو الروسي إلى أكثر من 41 مليار دولار.
وحظرت دول عدة استخدام هذه الذخائر بموجب اتفاقية أوسلو 2008، لكن العديد من الدول، مثل الولايات المتحدة وأوكرانيا، لم تصادق عليها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق