انقسام في فرنسا بشأن رفع العلم الفلسطيني على مباني بلديات
قسم الأخبار الدولية 22/09/2025
أشعل قرار عدد من البلديات الفرنسية رفع العَلم الفلسطيني فوق مبانيها، الاثنين 22 سبتمبر 2025، جدلاً واسعاً كشف عمق الانقسام السياسي والمجتمعي في فرنسا بشأن الموقف من الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. وتزامنت هذه المبادرات الرمزية مع إعلان باريس اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، ومع استعدادها لرئاسة قمة حول حل الدولتين بالشراكة مع السعودية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبرغم صدور أحكام قضائية أولية تمنع البلديات من الإقدام على هذه الخطوة، تمسّك عدد من رؤساء البلديات في ضواحي باريس مثل سان دوني وسانت أوين ومالاكوف برفع العلم، معتبرين أنه تعبير سياسي مؤقت يواكب لحظة دبلوماسية مهمة. بعضهم، مثل رئيس بلدية سانت أوين، اختار رفع العلمين الفلسطيني والإسرائيلي معاً كرسالة سلام، بينما فضلت بلديات أخرى بقيادة يسارية كبرى، مثل مرسيليا، اتخاذ مواقف تضامنية بديلة من دون رفع الراية الفلسطينية.
في المقابل، عارض وزير الداخلية المستقيل برونو روتايو بشدة الخطوة، ووجّه المحافظين إلى مقاضاة البلديات بدعوى أن مبدأ حياد الخدمة العامة يمنع تزيين المباني الرسمية بأعلام ذات رمزية سياسية. كما لجأ بعض المحافظين إلى المحاكم الإدارية مطالبين بفرض غرامات مالية إلى حين إزالة الأعلام.
هذا الجدل لم يقتصر على الاستقطاب التقليدي بين اليمين واليسار، بل امتد إلى داخل اليسار نفسه، حيث رفضت بلديات مثل كريتيل المشاركة، مؤكدة أن الحفاظ على التماسك الاجتماعي أولويتها القصوى. في المقابل، رأى الاشتراكيون الداعمون للمبادرة أن الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين يستوجب ترجمة رمزية محلية تعكس دعم الشعب الفرنسي للسلام العادل.
وزاد من رمزية اللحظة إضاءة برج إيفل مساء الأحد بأنوار بيضاء وعرض علمي فلسطين وإسرائيل يتوسطهما شعار الحمامة رمزاً للسلام، في مشهد حمل دلالة على محاولة فرنسا التوفيق بين الاعتراف بالدولة الفلسطينية والتشديد على الحوار. وبينما يواصل الرئيس إيمانويل ماكرون الدفع باتجاه إحياء مسار الدولتين، يؤكد هذا الانقسام الداخلي أن المسألة الفلسطينية لا تزال تثير حساسيات عميقة داخل المجتمع الفرنسي، بين اعتبارات الدبلوماسية الدولية ومقتضيات الوحدة الوطنية.
