أخبار العالمأمريكاالشرق الأوسط

انقسام بين أنصار ترمب حيال سياسته الداعمة لإسرائيل

شهد المشهد السياسي الأميركي في الأسابيع الأخيرة بروز انقسام واضح داخل القاعدة الجمهورية المؤيدة للرئيس دونالد ترمب بشأن السياسة الداعمة لإسرائيل، وهي إحدى الركائز التقليدية للتيار المحافظ في الولايات المتحدة. فقد عبّرت أصوات بارزة من هذا التيار عن انتقادات صريحة لنهج الحكومة الإسرائيلية في إدارة الحرب على غزة، وهو ما وضع الرئيس الأميركي أمام موقف معقد قد يفرض عليه إعادة النظر في توازنات سياسته الخارجية.

وبرزت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين، المعروفة بمواقفها اليمينية المتشددة ودعمها لسياسة “أميركا أولاً”، كأول عضو في الحزب الجمهوري يصف ما يحدث في القطاع الفلسطيني بمصطلح “الإبادة الجماعية”، داعية إلى إنهاء الأزمة الإنسانية هناك. وقد قدمت في منتصف يوليو مشروع قانون لخفض التمويل الأميركي لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي بمقدار 500 مليون دولار، معتبرة أن إسرائيل دولة قادرة على الدفاع عن نفسها بامتلاكها السلاح النووي.

وجاءت هذه المواقف في وقت أبدى فيه ترمب نفسه قلقاً متزايداً من “مجاعة حقيقية” في غزة، حيث أكد خلال تصريحات صحافية أن الصور التي تبثها وسائل الإعلام تُظهر أطفالاً يعانون الجوع، وهو موقف أيده فيه نائبه جاي دي فانس الذي دعا إسرائيل إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

وتعمّق هذا الجدل مع اتساع دائرة الانتقادات من شخصيات محافظة مثل الإعلامي تاكر كارلسون والمفكر السياسي ستيف بانون، إضافة إلى دعوات مراكز بحثية مؤثرة مثل “هيريتدج فاونديشن” لإعادة صياغة العلاقة مع إسرائيل بحيث تتحول إلى “شراكة متكافئة”.

وتُظهر استطلاعات الرأي أن قاعدة الجمهوريين ما زالت تميل في غالبيتها إلى دعم إسرائيل (71% وفق “غالوب”)، لكن الانقسام بات واضحاً بين الأجيال، إذ أعرب نصف الشباب الجمهوريين (بين 18 و49 عاماً) عن نظرة سلبية تجاه إسرائيل مقابل 23% فقط من الفئة الأكبر سناً. هذا التحول يطرح تساؤلات جدية حول ما إذا كان ترمب سيحافظ على سياسته التقليدية المؤيدة لإسرائيل أم أنه سيعدل مواقفه تحت ضغط تياره الشبابي في الفترة المقبلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق