انقسامات كردية تعيق النفوذ التقليدي في بغداد وحاجة ملحة للتقارب

قسم الأخبار الدولية 11/11/2025
يشهد المشهد السياسي الكردي في العراق تصدعاً داخلياً واضحاً بعد سنوات من النفوذ المعتاد الذي حافظ عليه الكرد عبر البرلمانات السابقة، بدعم من التحالف الكردستاني والعلاقات التاريخية مع القوى الشيعية. وقد عمّق استفتاء الاستقلال عام 2017 هذا الانقسام، خاصة بعد فقدان السيطرة على محافظة كركوك، ما انعكس على ضعف تأثير الكرد في البرلمان الاتحادي والحكومة في بغداد.
ويشير مسؤول كردي سابق إلى أن صعود الفصائل المناهضة للكرد بعد انتخابات 2018 ساهم في إضعاف موقفهم، مؤكداً أن استعادة الدور الكردي في بغداد مرهونة بعودة التحالف الكردستاني الذي يجمع معظم القوى والأحزاب الكردية.
ورغم الانقسامات، يرى قياديون من الحزبين الرئيسيين – الديمقراطي والاتحاد الوطني – أن الوحدة السياسية ضرورة لاستعادة النفوذ. وأكد سوران الداوودي من الاتحاد الوطني أن المشاكل المالية والإدارية والسياسية للإقليم لا يمكن حلها إلا عبر بغداد، ما يدفع الكرد لتعزيز مشاركتهم في مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة. وأضاف أن رئاسة الجمهورية المخصصة للكرد تمثل ركيزة أساسية للتوازنات السياسية، وأي تنازل عنها سيضر بموقعهم في العملية السياسية.
من جهته، يؤكد كفاح محمود من الحزب الديمقراطي أن موقف الكرد بعد الانتخابات سيعتمد على مدى التقارب بين الحزبين الرئيسيين، معتبراً أن تجاوز الخلافات الداخلية ونجاحهما في تشكيل حكومة إقليمية سيعزز مكانة الكرد في بغداد على المستويين التشريعي والتنفيذي. ومع ذلك، يشير إلى أن الظروف قد تتغير وفقاً للصفقات السياسية المستقبلية، لكن الثابت هو عدم التنازل عن المناصب التاريخية مثل رئاسة الجمهورية، بما يحافظ على التوازن بين المكونات الأساسية في العراق.
يبقى السؤال الأكبر: هل يستطيع الكرد تجاوز مصالحهم المتضاربة وإعادة بناء التحالف الكردستاني لضمان تأثير فعّال في العاصمة العراقية، أم ستستمر الانقسامات في إضعاف حضورهم السياسي؟



