انطلاق مباحثات السلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة
بدأت الحكومة السودانية التي تم تشكيلها عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر حسن البشير،في معالجة أعقد الملفات العالقة وفي مقدمتها تلك المتعلقة بالحركات المسلحة ضمن الرغبة الملحة للشعب السوداني لإحلال السلام كمقدمة ضرورية لتوحيد الجهود باتجاه معالجة بقية الملفات وعلى رأسها الأزمة الإقتصادية الخانقة التي كانت المحرك الأساسي في إشعال شرارة الثورة السودانية.
وفي هذا السياق،انطلقت،أمس الإثنين في عاصمة جنوب السودان جوبا،جولة مباحثات السلام بين الحكومة مُمثلةً في المجلس السيادي، وممثلي المجموعات المسلحة في الجبهة الثورية السودانية، والحركة الشعبية قطاع شمال برئاسة عبد العزيز آدم الحلو، وتجمُّع قِوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر.
وقال المجلس في بيان له، إن وفدا بقيادة عضو المجلس، الفريق أول محمد حمدان دقلو، عقد اجتماعا تمهيديا مشتركا مع الحركات المسلحة بحضور رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، بعاصمة جنوب السودان، جوبا.
وأَكّدَ عضو المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو أنّ السَّلام يُعد خياراً استراتيجياً لحكومة الفترة الإنتقالية باعتباره ركيزة أساسيةً لتحقيق الإستقرار بالبلاد..
فيما حَثّ رئيس دولة جنوب السودان الفريق أول سلفا كير ميارديت، مُمثلي الحكومة والحركات المُسلّحة للعمل بصُورةٍ جَادّة ومسؤولة لوقف الحرب في السودان.
وقال سلفا كير،في كلمةٍ ألقاها بالمناسبة إنّ تحقيق السلام في دولة السودان يعني استقرار الأوضاع في جارتها جنوب السودان، وأضاف: “أُريدكم أن تعملوا من أجل تحقيق السلام لشعبكم، لا أُريدكم أيضاً أن تتبنّوا مواقف مُتشدِّدة وغير مَرنة، عليكم رفع مطالبكم والإستعداد لتقديم بعض التنازُلات المَطلُوبة”، ودعا سلفا كير،في الوقت ذاته، الحكومة الإنتقالية إلى تجنُّب ذات السِّياسات والمُمارسات القديمة التي قادت إلى انفصال الجنوب عن السودان.
من جانبها أكدت الحركات المسلحة، أن “الجبهة تسعى إلى سلام يخاطب قضايا ملايين النازحين واللاجئين وضحايا الحروب،فيما دعا سلفاكير، بحسب البيان، “الحركات المسلحة إلى توحيد الهدف طالما أن الغاية واحدة وهي السلام”. من جهة أخرى، وصل زعيم المُعارضة المُسلّحة بدولة جنوب السودان رياك مشار،أمس الإثنين، إلى العاصمة جوبا، بِرِفقة عُضو مجلس السيادة بالسودان، قائد قوات الدعم السَّريع، محمد حمدان دقلو لمُناقشة تنفيذ اتفاق السَّلام في بلاده مع الرئيس سلفا كير ميارديت.
