أخبار العالمإفريقيا

انطلاق رحلة تدفق الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا أي استعدادات؟


تداولت أوساط سياسية فرضيات نقل الأعداد الكبيرة من المقاتلين الأجانب الموجودين في سوريا، والذين تقطعت بهم السبل في ادلب وغيرها بعد سيطرت الجيش العربي السوري وحلفائه على أغلب التراب السوري، الى ليبيا، هي ليست مجرد تقارير إعلامية وتسريبات بل هي تأكيدات رسمية، جاءت هذه المرة على لسان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. والجيش العربي الليبي وقيادته العامة التي كشفت انه تم القبض على عشرات الفارين من سوريا ومالي ونيجيريا وغيرهم .
الرئيس السوري بوتين، يتحدث في مؤتمر صحفي في روما مساء امس الخميس غرة اوت 2019، بعد اجراءه لمحادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، عن ألاف الإرهابيين الفارين الى ليبيا وما قد ينعكس سلبا ويأزم الوضع في طرابلس التي تخوض حربها ضد الإرهابي والميليشيات التي تدعمها ثنائي الشر تركيا وقطر .
وأعرب بويتن عن قلقه الشديد من تدفق المسلحين من إدلب إلى ليبيا، محذرا من تدهور الأوضاع هناك، وهي المرة الأولى التي يحذر فيها مسؤول غير ليبي من عمليات نقل مقاتلين من سوريا نحو ليبيا. 
ويبدو أن تعمد الرئيس الروسي الكشف عن الموضوع، خلال محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي، كان هدفها تحذير الأوروبيين، وخاصة الحكومة الإيطالية من أن تواصل دعم حكومة الوفاق والمجموعات الإسلامية المتطرفة الموالية لها، سيؤدي إلى تحول ليبيا إلى ساحة لتجميع المقاتلين الأجانب الذين فقدوا حواضنهم التنظيمية في سوريا والعراق ولم تبقى لهم غير ليبيا موقعا يمكن أن يفروا إليه، وفي لفتة غير مباشرة، يبدو أن بوتين كان يحذر الإيطاليين من أن أشرس مقاتلي داعش والقاعدة سيكوننا قريباً على بعد كيلومترات من السواحل الجنوبية للقارة الأوروبية.
وللتذكير قد سبق التحذير الروسي شديد اللهجة من روما ، التحذيرات التي أطلقتها السلطات الليبية بشكل مباشر وصريح منذ سنة 2017، مع بداية انحسار تنظيم داعش الإرهابي و جبهة النصرة في سوريا والعراق وبداية الخسارة المتتالية من جميع النواحي اللوجستية وعدد المقاتلين بعد تلقيهم ضربات قاصمة في عديد المحافظات السورية وانتصار الجيش السوري عليهم بقتلهم وطرد اخرين . . 
وفي مارس 2018 أعلنت الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب التابعة لقيادة الجيش الليبي أنها تمكنت من الاء القبض على 16 مقاتلا من جبهة النصرة في كمين نصب بإحكام، وذلك أثناء محاولة تسللهم إلى طرابلس عبر صحراء الكفرة جنوب البلاد، مؤكدة إنها انها اسرت المجموعة في صحراء الكفرة وتم القبض على 16 منهم من جنسيات سورية وسودانية، فيما فر آخرون ، لافتة إلى أنهم وصلوا إلى ليبيا بمساعدة قطر التي نقلتهم إلى الأراضي السودانية للمرور إلى ليبيا.
وكشفت الإدارة عن أن أحد المقاتلين كان محتجزا في سوريا قبل أن يتم تهريبه من السجن وإرساله لتركيا، مشيرة إلى أن الجماعة الليبية المقاتلة صنعوا جبهة النصرة المنتمية لتنظيم القاعدة ويسعى قادتها إلى إرسال مقاتلي النصرة إلى ليبيا لدعم ما يعرف بمجالس الشورى في ليبيا.
ويشار الى ان الملفان السوري والليبي يسيران حذو النعل بالنعل منذ عام 2011، وقد ربطت بين المجموعات الإسلامية في البلديين روابط عميقة تنظيميا وماليا، حيث كانت طرابلس بين 2012 و2014، ساحة الاستقبال والتدريب للآلاف من مقاتلي داعش، المنحدرين من بلدان المغرب العربي ومصر،خاصة إرهابيي تونس التي شكلت ليبيا لحوالي 80 في المئة منهم محطة تدريب قبل السفر إلى سوريا والعراق والانضمام لداعش والنصرة، بحسب معطيات امنية تونسية .
وكانت السلطات السورية قد كشفت وجود الاف الليبيين الجهاديين لمشاركتهم في القتال، بل إن جهاديا ليبيا بارزا، ومطلوب دوليا يدعى مهدي الحاراتي، قد أسس كتيبة تسمى “الأمة” مكونة من مئات الشباب الليبي للقتال في سوريا، ليعود لاحقاً ويشغل منصب رئيس بلدية العاصمة طرابلس، وقد كان قبل ذلك نائبا لعبد الحكيم بلحاج، أمير المجلس العسكري لطرابلس والأمير السابق للجماعة الليبية المقاتلة.
حقائق تبدو صادمة وتكشف مباشرة تورط حكومة السراج في الإرهاب في لبيبا بمساعدة قطرية واضحة وضوح الشمس ، السراج الذي أعاد عشرات المتشددين لينصبهم في مناصب حساسة وعلى راس بلديات وادارت .

ولنتوقف قليلا عن الدور الأبرز للجماعات الإسلامية الليبية، في تغذية الفوضى في سوريا حيث كانت تتمثل في كميات السلاح الكبيرة التي ضخها الليبيون هناك، من خلال دور قطري كبير في ذلك، لارتباط الجماعات الإرهابية الليبية مع النظام القطري وخاصة الجماعة الليبية المقاتل، هذا الدعم الذي كانت تتحدث عنه وسائل الإعلام وتقارير أمنية هنا وهناك، لم يكن رجمابالغيب، بل أكدته تقارير رسمية صادرة عن منظمة الأمم المتحدة.
تقارير الأمم المتحدة تحدثت منذ 2011 تزامنا مع سقوط نظام الراحل معمر القذافي، عن كشف عن مخازن أسلحة ليبية اقر أصحابها انها كانت ستوجه الى سوريا وبعض الدول الأخرى التي عاشت توترات أمنية وغضب شعبي واسع، ومن بينها الكمية الكبرى التي كشفها خفر السواحل في اليونان قرب جزيرة سيمي في بحر ايجة كانت مبحرة، حسب بعض المعلومات إلى تركيا، فيما قالت أخرى أن وجهتها سوريا أو لبنان.
وكشفت وسائل الاعلام المحلية عن الحديث يدور عن سفينة “Nour M” التي كانت تبحر تحت علم سيراليون من أحد موانئ أوكرانيا إلى ميناء الإسكندريون التركي محملة بالسلاح، تقارير عديدة وكثيرة نشرت عن طريق الأمم المتحدة التي حذرت مرارا من تدفق الإرهابيين الى سوريا ومن ثم العودة الى ليبيا والتسرب الى دول الجوار .
وكان وزراء خارجية تونس و الجزائر و مصر، قد حذروا الأربعاء، من أن “دفق السلاح و الإرهابيين الأجانبعلى ليبيا، أصبح يشكل تهديدا للأمن و الاستقرارفي دول الجوار.
و ناشد الوزراء الثلاثة، في بيان مشترك، أطراف النزاع في ليبيا ‘وقف التصعيد والعودة للمسار السياسي السلمي في إطار حوار ليبي-ليبي شامل” من أجل “تجنيب الشعب الليبي الشقيق مزيدا من المعاناة’.
و أعرب الوزراء عن ‘إدانتهم لاستمرار تدفق السلاح إلى ليبيا من أطراف إقليمية و غيرهامن دون ذكر هذه الأطراف بالاسم.
و نبهوا بأن استمرار تدفق السلاح يشكّل عامل تأجيج للصراع و تعميق معاناة الشعب الليبي و يمثّل ‘مخالفة صريحة’ لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بحظر تصدير السلاح إلى هذا البلد، مطالبين المجلس ‘بتحمّل مسؤولياته تجاه الانتهاكات الموثقة’ لهذه القرارات.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق