آسياأخبار العالم

انسحاب من أفغانستان ومؤشر التحوّل الإستراتيجي الأمريكي لمواجهة نفوذ الصين وروسيا

واشنطن-الولايات المتحدة-02-9-2021


غادرت القوات الأمريكية أفغانستان، بعد حرب استمرّت عشرين عاما سوقت لها إدارة بوش الإبن كل المبررات، ويبدو أن الأميركيين الآن يلتفتون نحو شرق آسيا، حيث يعتزمون مواجهة تصاعد نفوذ الصين في مؤشر على التحوّل الإستراتيجي للولايات المتحدة التي تريد التخلص من الحرب ضد الإرهاب للتركيز على المنافسة الإستراتيجية مع الصين وروسيا.

وكانت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس،قد تحولت إلى آسيا في خضمّ الأزمة مع كابول، في حين كان آلاف الأفغان محتشدين في مطار كابول لمحاولة الفرار من نظام طالبان.
واتّهمت هاريس- خلال زيارتها- بكين بـ”تقويض النظام العالمي المبني على القانون وبتهديد سيادة الأمم” بمطالباتها في المياه المتنازع عليها في بحر الصين.

واعتُبرت هذه الجولة بمنزلة جهد تبذله الإدارة الأميركية لتطمين حلفائها في آسيا القلقين بسبب رؤية الانسحاب من أفغانستان.
يعتبر راين هاس، من معهد “بروكينغز” للأبحاث أن الأحداث الأخيرة في كابول لا يُفترض أن يكون لها تأثير دائم على صدقية الولايات المتحدة في آسيا،ويرى أن “سمعة الولايات المتحدة مبنية على مصالح مشتركة مع شركائها في المنطقة لمواجهة تصاعد نفوذ الصين والحفاظ على المدى الطويل على السلام الذي سمح بالنموّ السريع للاقتصاد في المنطقة”.
ويشير في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية إلى أن “التركيز المتزايد للولايات المتحدة على الأحداث في آسيا سيفتح فرصاً جديدة للولايات المتحدة مع شركائها في المنطقة لتعميق تعاونهم حول مصالح مشتركة”.

من جهته، يعتبر ديريك غروسان المسؤول السابق في البنتاغون والخبير الحالي في مؤسسة “راند كوربورايشن” للأبحاث، أن الصين يمكن أن تتعرض لإغراءات تقديم بيادقها في أفغانستان، بما أن الولايات المتحدة قد انسحبت منها.
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف،فقد أشار في كلمة خلال افتتاح العام الدراسي في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، إن الغرب يحاول جر الهند إلى مواجهة في الشرق.
وأضاف لافروف: “في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ، يجري الآن تطبيق استراتيجيات المحيطين الهندي والهادئ، الساعية بشكل صريح إلى تحقيق الهدف المعلن، وهو احتواء الصين، وهم يحاولون جر شريك استراتيجي آخر لنا مثل الهند للانخراط في هذه الألعاب”.
وكانت الصين قد دعت في وقت سابق ، الولايات المتحدة إلى تصحيح سياستها “البالغة الخطورة” تجاه بكين، وعدم اعتبار الصين خصماً مفترضا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق