اليمن يواجه تصاعداً في موجات الهجرة غير الشرعية من القرن الأفريقي رغم الحرب والملاحقات الأمنية

قسم الأخبار الدولية 13/0/2025
استقبلت السواحل اليمنية، خلال الأيام العشرة الأولى من مايو الجاري، مئات المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول القرن الأفريقي، رغم الصراع المستمر في البلاد منذ أكثر من عقد، ورغم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات للحد من تدفق المهاجرين. وأفادت مصادر أمنية بوصول أكثر من 1500 مهاجر خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، في ظل تصاعد عمليات التهريب على امتداد السواحل الجنوبية والغربية.
وفي واحدة من أكبر العمليات الأمنية منذ بداية العام، أعلنت الحملة المشتركة المكلفة بتأمين سواحل محافظة لحج، ضبط قارب على متنه 132 مهاجراً من جنسيات أفريقية، قبالة سواحل رأس العارة، وتم القبض على أربعة من طاقم القارب، وإحالتهم إلى التحقيق. وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من التدخلات الأمنية التي تهدف إلى تفكيك شبكات التهريب التي تنشط في تهريب البشر، والمخدرات، والأسلحة، خصوصاً على الطريق الساحلي الممتد من رأس العارة حتى باب المندب.
وعززت السلطات من انتشارها الأمني في مديريات الصبيحة والسواحل المجاورة، حيث ظلت تلك المناطق لعقود مرتعاً خصباً لعصابات التهريب المنظمة، والتي تستغل هشاشة الأوضاع الأمنية في اليمن لتوسيع نشاطها.
وبالتوازي مع ذلك، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية عن وصول دفعتين جديدتين من المهاجرين غير الشرعيين إلى سواحل محافظة شبوة، شرقي عدن، حيث بلغ عددهم 350 مهاجراً إثيوبياً وصومالياً. كما سجلت تقارير رسمية وصول نحو 748 مهاجراً إلى المحافظة نفسها في مارس الماضي، ليصل العدد الإجمالي للواصلين خلال شهري مارس وأبريل إلى 1193 مهاجراً.
وإضافة إلى مخاطر التهريب، يتعرض المهاجرون لأشكال متعددة من الانتهاكات. فقد ضبطت السلطات الأمنية في شبوة ثلاثة مهاجرين إثيوبيين بتهمة احتجاز وتعذيب 25 شخصاً من جنسيتهم بغرض ابتزاز ذويهم. وتمكنت قوات الأمن من تحرير المحتجزين، فيما تم فتح تحقيق مع المتهمين تمهيداً لترحيلهم.
ودعت الجهات الرسمية اليمنية ومنظمات المجتمع المدني إلى مضاعفة الجهود لدعم الحملة الأمنية، وتعزيز التعاون لمكافحة الجريمة العابرة للحدود، وضمان حماية الأمن والنسيج المجتمعي في ظل تحديات أمنية وإنسانية متفاقمة.