الولايات المتحدة وإيران تستأنفان مفاوضاتهما النووية في مسقط وسط تصاعد التوترات الإقليمية

قسم الأخبار الدولية 12/06/2025
أعلنت سلطنة عُمان رسميًا عن استضافة الجولة السادسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران يوم الأحد المقبل، 15 يونيو، في العاصمة مسقط، وسط تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط وتكثيف الاستعدادات الأمنية الأميركية تحسبًا لأي طارئ.
وأكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عبر منصة “إكس” أن بلاده ستستضيف جولة جديدة من المحادثات الإيرانية – الأميركية حول البرنامج النووي الإيراني، بعد أن ظلّت طهران تلوّح خلال الأيام الماضية بقرب استئناف المحادثات دون إعلان رسمي من الوسيط العماني حتى اليوم.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تُقلّص فيه الولايات المتحدة من وجودها الدبلوماسي والعسكري غير الأساسي في المنطقة. فقد أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترمب نقل موظفين أميركيين وأفراد عائلاتهم من مواقع متعددة في الشرق الأوسط، معتبرة أن الوضع الأمني قد يشكّل خطرًا في ظلّ التوتر مع إيران. وقال ترمب: “يتم نقلهم لأنه قد يكون مكانًا خطِرًا”، مضيفًا أن بلاده “لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”.
في السياق ذاته، أوضح مسؤول في البنتاغون أن وزير الدفاع بيت هيغسيث سمح بمغادرة طوعية لأفراد عائلات العسكريين الأميركيين من بعض المواقع العسكرية في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن القيادة المركزية الأميركية تتابع تطورات التوتر عن كثب، وتنسق مع وزارة الخارجية والحلفاء الإقليميين لضمان الجاهزية لأي مهمة محتملة.
وتعود خلفية التوتر الراهن إلى تداعيات الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة في أكتوبر 2023، والتي امتدت آثارها إلى دول الجوار، إذ أطلقت فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران صواريخ ومسيرات استهدفت قواعد أميركية في العراق وسوريا، رغم أن العراق بقي محافظًا على حدّ من الاستقرار النسبي.
وكانت واشنطن وطهران قد عقدتا خمس جولات سابقة من المحادثات منذ أبريل الماضي بوساطة سلطنة عُمان، دون التوصّل حتى الآن إلى اتفاق شامل. ويسعى الرئيس الأميركي إلى إنجاز دبلوماسي بارز قبل الانتخابات، من خلال اتفاق يقيّد أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
ويُنظر إلى استئناف هذه المحادثات كفرصة أخيرة لإعادة إحياء مسار تفاوضي كاد أن ينهار، في وقت تسعى فيه عُمان لتأكيد دورها الإقليمي كوسيط نزيه بين طهران وواشنطن، بينما يلوّح ترمب من جهته مجددًا بالخيارات العسكرية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد.