الهند تطور أقوى سلاح ليزر موجه الطاقة بقوة 300 كيلو وات Surya

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية الأمنية والعسكرية 12-03-2025
تُحرز منظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية (DRDO) تقدمًا ملحوظًا في مجال أسلحة الطاقة الموجهة (DEWs) حيث تطور نظام سلاح ليزر بقوة 300 كيلوواط، ويُقال إنه يُسمى “Surya” بمدى تشغيلي يبلغ 20 كيلومترًا، يَعِد هذا النظام الجديد بتعزيز القدرات الدفاعية الهندية في الحروب الحديثة، بما يتماشى مع الاهتمام العالمي المتزايد بتقنيات الليزر.
ويمثل تطوير هذا السلاح انضمام الهند إلى مجموعة مختارة من الدول الرائدة في استخدام الليزر عالي الطاقة في التطبيقات الدفاعية. كما أعلن مركز IADN وهو موقع إخباري هندي متخصص في الدفاع، على حسابه الرسمي على فيسبوك في 9 مارس 2025.
منظومة سلاح الليزر Surya
وفقًا لمعلومات نُشرت على حساب مركز IADN على فيسبوك في 9 مارس 2025، تطوّر منظمة البحث والتطوير الدفاعي ليزر سلاح الطاقة الموجهة (DEW) بقدرة 300 كيلوواط، المسمى Surya، والذي يتميز بمدى مذهل يبلغ 20 كيلومترًا.
صمم Surya لاستهداف وتحييد التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ وغيرها من المقذوفات الجوية، باستخدام حزم طاقة مركزة لتعطيل أو تدمير هذه الأهداف.
ومن المتوقع أن يسهم هذا النظام بشكل كبير في تعزيز القدرات الدفاعية للهند، وخاصةً في مواجهة التهديد المتزايد الذي تمثله أنظمة الطائرات بدون طيار والصواريخ.
يتميز نظام سلاح الليزر “سوريا” بالعديد من الميزات البارزة، فبقدرته العالية البالغة 300 كيلوواط، يمكنه التعامل مع مختلف التهديدات عالية السرعة، مثل الطائرات بدون طيار والصواريخ والقذائف الموجهة.
كما يمنحه مداه المذهل، الذي يبلغ 20 كيلومترًا، قدرات صد هائلة، مما يسمح له بتحييد التهديدات عن بعد قبل وصولها إلى الأهداف الحرجة بوقت طويل. صُممت هذه الميزات لتعزيز دفاعات الهند ضد التهديدات الجوية، مما يوفر لها ميزة محتملة في سيناريوهات تشمل الدفاع الصاروخي وأسراب الطائرات بدون طيار، وغيرها من التهديدات الجوية التي تزداد شيوعًا في الحروب الحديثة.
المنافسة العالمية على أسلحة الليزر
ليس سلاح الليزر الهندي “سوريا” الوحيد قيد التطوير عالميًا، ولكنه بلا شك من أقوى الأسلحة حيث تشتد المنافسة العالمية في مجال أسلحة الطاقة الموجهة، حيث تقوم عدة دول أخرى، مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا وإسرائيل، بتطوير ونشر أنظمة ليزر لأغراض دفاعية تلقي مقارنة “سوريا” بهذه الأنظمة الضوء على مكانة الهند في سباق الليزر عالي الطاقة.
لطالما كانت الولايات المتحدة رائدة في تطوير أسلحة الطاقة الموجهة، بأنظمة مثل نظام أسلحة الليزر عالي الطاقة (HELWS) المصمم لمواجهة الطائرات المسيرة والصواريخ وقذائف المدفعية.
وكان نظام أسلحة الليزر (LaWS) على متن سفينة يو إس إس بونس، والذي تم اختباره في الخليج العربي، مثالاً مبكراً على نظام ليزر قادر على إصابة الأهداف من مسافات قريبة.
ويركز الجيش الأمريكي الآن على أنظمة طاقة أعلى، مثل نظام أسلحة الليزر AN/SEQ-3، الذي تصل قوته إلى 150 كيلوواط مع خطط لتطوير أنظمة مستقبلية بقوة 500 كيلوواط.
جمهورية الصين الشعبية وأسلحة الليزر المتطورة جدا
تحرز الصين، وهي منافسٌ قوي، تقدمًا سريعًا في مجال أسلحة الطاقة الموجهة بندقية الليزر ZKZM-500، وهي بندقية ليزر بقوة 50 كيلوواط، قادرة على تعطيل المركبات والأفراد، كما طورت الصين أيضًا ليزر Sheng-1. وهو ليزر بقوة 100 كيلوواط بمدى فعال يصل إلى كيلومترين، مصمم أساسًا لاستهداف الطائرات بدون طيار.
وتشير التوقعات إلى أن الهدف النهائي للصين هو نشر أنظمة ليزر قادرة على إصابة أهداف على بعد يصل إلى 50 كيلومترًا، متجاوزةً بذلك العديد من التقنيات الحالية. ورغم قوة هذه الأنظمة، فإن تطوير الهند ليزرًا بقوة 300 كيلوواط بمدى 20 كيلومترًا يضع شركة Surya في موقع قوي في هذا الصدد.
حققت روسيا أيضًا تطورات ملحوظة في مجال أسلحة الطاقة الموجهة، ومن أبرز هذه الأنظمة نظام “بيريسفيت” الذي كشف عنه عام 2018، ويعتقد أنه سلاح مضاد للأقمار الصناعية بقوة تصل على الأرجح إلى مئات الكيلوواط.
كما طورت روسيا أنظمة ليزر لأغراض مضادة للطائرات والطائرات بدون طيار، مع التركيز على التطبيقات الأرضية والفضائية. ويؤكد تركيز روسيا الاستراتيجي على الليزر عالي القدرة أهمية تقنية الطاقة الموجهة في كل من الحرب التقليدية والفضائية.
الأهمية الاستراتيجية لأسلحة الليزر في الحروب المقبلة
عند النظر في الأهمية الاستراتيجية لأسلحة الليزر في الحروب الحديثة، يتضح أن هذه الأنظمة توفر مزايا عديدة، تتزايد أهمية أسلحة الليزر في مواجهة التهديدات المتزايدة، مثل الطائرات المسيرة والصواريخ الأسرع من الصوت وصواريخ الكروز.
ومن أهم فوائد أنظمة الليزر فعاليتها من حيث التكلفة، فبينما قد يتطلب التطوير الأولي لأنظمة الليزر ودمجها استثمارات ضخمة، فإن تكاليف التشغيل أقل بكثير مقارنة بالأسلحة التقليدية التي تعتمد على مقذوفات باهظة الثمن.
وبمجرد تطويرها، تستطيع أسلحة الليزر إصابة الأهداف بتكلفة أقل بكثير من تكلفة أنظمة الدفاع الصاروخي أو المدافع المضادة للطائرات.
بالإضافة إلى فعاليتها من حيث التكلفة، تتميز أسلحة الليزر بسرعة ودقة لا مثيل لهما فهي تصيب الأهداف بسرعة الضوء، مما يعني عدم وجود أي تأخير يُذكر بين الكشف والاشتباك.
هذه القدرة تجعلها مثالية لاعتراض التهديدات سريعة الحركة، مثل الصواريخ، والتي قد يصعب استهدافها بالأسلحة التقليدية علاوة على ذلك، تتميز أسلحة الليزر بدقة عالية، مما يقلل من خطر الأضرار الجانبية، وهو أمر بالغ الأهمية في البيئات الحضرية أو عند استهداف أهداف صغيرة سهلة المناورة.
أسلحة الليزر تتميز بمرونة عالية
يوفر الليزر أيضًا مرونةً في استخداماته عبر منصات متنوعة، بما في ذلك الأنظمة البرية والجوية والبحرية، وحتى الفضائية. وتتيح هذه المرونة للدول استخدام أسلحة الليزر في سيناريوهات متنوعة، بدءًا من الدفاع ضد الطائرات المسيرة في ساحة المعركة وصولًا إلى مواجهة التهديدات الصاروخية، أو حماية الأقمار الصناعية من الهجمات المضادة.
لا تزال مكانة الهند في المشهد العالمي للطاقة النووية الموجهة (DEW) ناشئة، ولكن مع تطوير سلاح “سوريا”، فإنها تكتسب زخمًا سريعًا. ورغم أن الهند قد لا تضاهي بعد الولايات المتحدة أو الصين من حيث الحجم التكنولوجي، إلا أن سلاح “سوريا الليزري” يظهر التزام الهند بتطوير قدراتها الدفاعية، ويبرز الأهمية المتزايدة لتكنولوجيا الطاقة الموجهة في الاستراتيجية العسكرية للبلاد.
ومع استمرار دول مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا في تطوير أنظمة الطاقة النووية الموجهة (DEW)فإن دخول الهند إلى هذا المجال بسلاح ليزر بقوة 300 كيلوواط يظهر أنها تصبح لاعبًا مهمًا بشكل متزايد في هذا المجال الاستراتيجي
الخلاصة:
يعدّ تطوير الهند لسلاح الطاقة الموجهة “سوريا” بقدرة 300 كيلوواط إنجازًا هامًا في قطاع الدفاع بالبلاد ودليلًا واضحًا على الأهمية المتزايدة لأسلحة الليزر في الحروب الحديثة.
ورغم أن الهند قد لا تضاهي عمالقة التكنولوجيا من حيث الحجم، إلا أن سلاح “سوريا” الليزري يقدّم إمكانات واعدة، لا سيما في مجال الدفاع الصاروخي وعمليات مكافحة الطائرات بدون طيار.