أخبار العالمالشرق الأوسطبحوث ودراسات

النفاق الديبلوماسي الأمريكي: تزود اسرائيل بالسلاح وتنادي بوقف إطلاق النار والمفاوضات…

أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لقتل اللبنانيين وعودة مسلسل الابادة في غزّة وفي نفس الوقت وبنفاق كبير تحرّكت العجلة الدبلوماسية في واشنطن بشأن الحرب على لبنان وخاصة المطالبة بوقف إطلاق النار و”حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”، بهدف فرض إملاءات سياسية على المقاومة اللبنانية وخاصة إنهائها من المنطقة وتحجيم دورها من أجل الإستفراد بغزّة وبالمنطقة ككل.

 فترى الولايات المتحدة أن ما حصل في الأيام الأخيرة يعد إنجازاً إسرائيلياً هاما لها قبل إسرائيل بإعتبار حزب الله الذراع الطولى لإيران في منطقة الشرق الأوسط ويهدد مصالحها هناك وخاصة يهدد كلبها وحارسها “اسرائيل”، وبالتالي تحاول نزع أثمان سياسية من لبنان.

وهذه التحركات تعيدنا الى السنة الماضية أين تحرّك الكل وخاصة الزيارات المكوكية الأمريكية رفيعة المستوى للكيان الصهيوني واعطوه كل الدعم، وقالها مباشرة بايدن “لو لم توجد إسرائيل في المنطقة لأوجدتها”.

 إذا حتى التصريحات ترجع بعد سنة نفسها من أجل الدفاع على “الكيان المارق والإرهابي الصهيوني” ولن نرى اختلاف في هذه المقترحات الأمريكية الغربية فالمفاوضات اليوم في جوهرها يعيدنا لمسلسل المفاوضات في غزة التي بدأت منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، والتي لم تؤدِ إلى أي نتائج تذكر.

نفس المسلسل الأمريكي الغربي ومن المرجّح ارتفاع حدّة الضغوط السياسية على الحكومة اللبنانية في الأيام القادمة لتقديم تنازلات لصالح الاحتلال.

فهل تنجح أمريكا بنفس المفاوضات التي فشلت في غزّة؟

هذه المرّة ستكون الكلمة للمقاومة اللبنانية، فحزب الله يرى النتائج الميدانية بطريقة مختلفة، ويعلم أن ما يجري لا يتجاوز كونه محاولة ممارسة الضغط عليه واستفزازه، باعتبار أن الكيان لم يحقق إنجازات سوى بقتل المدنيين، ولا تزال المقاومة تمتلك الكثير من أوراق القوة التي ستظهرها تباعاً مع تطور الأحداث، ومنها بنوك أهداف تحت نار الصواريخ الاستراتيجية التي يكشفها حزب الله يومياً وبالأمس وإستهدف الهدف الإستراتيجي العسكري “المساد” أين جعلهم يرتبكون ولا تزال وسائل إعلامهم تقول حزب الله لم يستعمل بعد صواريخه وقوته الإستراتجية، لهذا هم يتقاسمون الأدور كيان الإحتلال يضغط ميدانيا عسكريا ويقتل المدانيين والأمريكان يضغطون ديبلوماسيا وسياسيا.

كما مسار الحرب في غزة، فإن الأميركي، الذي لا يزعجه انتهاكات إسرائيل في لبنان وقتل المدنيين وهدم المنازل، والأعداد الكبيرة من الشهداء اللبنانيين الذين سقطوا خلال الأيام الأخيرة، يحاول شرعنة القتل والمجازر اليومية الإسرائيلية تحت شعار “حق اسرائيل في دفاع عن النفس”، من خلال اتهام الحزب بـ”رفض المسعى الدبلوماسي”، وهو ما يُعطي الاحتلال دفعاً أكبر لموجة تصعيد جديدة وهمجية وبربرية سواء على مستوى الحملة الجوّية أو على صعيد الاقتراب من شنّ عملية برية.

مع العلم بأن كل المعلومات تقول بأن المخطط أصبح واضحا وصريحا فحتى وإن التزمت لبنان بالضغوطات الأمريكية الغربية الإسرائلية فالمشروع هو القضاء على المقاومة وبعد الإنتهاء من حزب الله ولبنان سيتوجهون الى اليمن مباشرة للقضاء على الحوثي الذي أصبح يوقض مضاجعهم ويمتلك ترسانة عسكرية كبيرة وخطيرة حتى أنهم صنفوها اخطر مما بحوزة حزب الله.

وبالحديث عن العملية البرية تربط الصحف الإسرائيلية الاقتراحات الأميركية بإحتمالية الاجتياح البري الإسرائيلي بالنظر إلى أن فشل المفاوضات واشتداد حرب الاستنزاف التي يمارسها حزب الله على أراضي الاحتلال، وارتفاع عداد المستوطنين المهجرين وفي الملاجئ، قد يفضي على قرار باجتياح لبنان بريا وهم يتحضرون الى ذلك بشكل مسعور.

 فبحسب صحيفة هآرتس استدعاء الاحتياط (لواءين) أمس لا يزال “محدود نسبياً” مما يؤشر إلى أن قرار العملية البرية لم تكتمل شروطه بعد لأن العدو الصهيوني مثله مثل الأمريكان يعتمدون على القصف الجوي والدمار وقتل الأبرياء وبعدها يدخلون برا وينهزمون ويخرجون من اي دولة دخلوها بدمار كبير فهذه عقيدتهم الموحّدة الدمار ولا علاقة لهم بالبناء ومشروعهم قتل الأبرياء.

 على الرغم من حضور رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتزل هاليفي وقائد المنطقة الشمالية اللواء أوري جوردين مناورة تدريبية للواء المدرع السابع في شمال “إسرائيل” يوم أمس وقال هاليفي للقادة هناك إن “الهدف واضح للغاية: إعادة سكان الشمال إلى ديارهم. وهي طبعا ذريعة ليس لها علاقة بنواياهم الحقيقية.

 واضاف رئيس أركان العدو الصهيوني قوله “ومن أجل القيام بذلك، نستعد لمناورات، والتي تعني أن أحذيتكم العسكرية ستدخل أراضي العدو، وتدخل قرية أعدها حزب الله كموقع عسكري كبير”.

من الأكيد أن “إسرائيل” تضع أدوات الضغط على طاولة اللعبة، بالتزامن مع إعلانه عن “انفتاحه” على مفاوضات للتهدئة. وفي هذا السياق، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لبحث المبادرة الأميركية الجديدة بشأن لبنان” مع العلم أن المبادرة الأمريكية قد كتبها صهاينة مقربين من المتطرف نتنياهو.

وبحسب قناة “كان”، فإن المبادرة الأميركية تقوم على “وقف إطلاق نار مؤقّت لمدة 4 أسابيع في غزة ولبنان، على أن تجري مفاوضات مكثّفة مع حزب الله وحماس بوساطة أميركية وفرنسية للتوصّل إلى صفقة خلال الأسابيع الأربعة” وهذا لن يحدث وسيسمح لجيش الإحتلال بخرق الهدنة ومزيد القتل والتنكيل وخاصة قتل قيادات من حزب الله.

وبحسب القناة، فإن “المبادرة تشمل أيضاً صفقة لإعادة الأسرى من غزة، وإطلاق سراح مئات الفلسطينيين، وتطبيق القرار 1701 لإبعاد حزب الله عن الحدود في الشمال”.

لكنّ مراسل القناة، أشار إلى أن “فرص نجاح هذا المقترح ضئيلة حالياً، وإن كانت غير مستحيلة” لأنهم يعلمون جيدا أن المقترح هو مجرد ذر الرماد على العيون و”بروبغوندا إعلامية” تروّجها الإدارة الأمريكية لشعبها ومواطنيها خلال هذه الفترة الإنتخابية والحساسة في أمريكا.

 وفي السياق نفسه، قال نتنياهو إن “أي مفاوضات تهدئة ستكون تحت النار وسنواصل ضرب حزب الله”، كما نُقل عن محيطين به أن “فرص التوصل إلى تهدئة، لا تزال ضئيلة” وهو لا يريدها أصلا بل يبحث عن تصفية القضية وتوجيه الرأي العام العالمي الى ما يريد هو والعصابة التي تحكم معه بتغطية امريكية غربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق