الناتو: صواريخ روسيا قادرة على ضرب أي مدينة أوروبية خلال دقائق

قسم الأخبار الدولية 2025/09/02
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، الثلاثاء، إن القارة الأوروبية بأكملها أصبحت “تحت تهديد مباشر من روسيا” بسبب التطور الكبير في تكنولوجيا الصواريخ الروسية، مشدداً على أنّ الحلف يعمل “ليل نهار” لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة. وجاءت تصريحاته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء لوكسمبورغ، لوك فريدين، حيث تطرّق إلى حادثة التشويش على نظام تحديد المواقع (GPS) لطائرة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأحد الماضي، أثناء توجهها إلى بلغاريا. ويشتبه الناتو أنّ موسكو تقف وراء الحادثة، التي أثارت مخاوف جدية بشأن أمن الطيران المدني في أوروبا.
وأوضح روته أنّ الحلف يتعامل بجدية مع ما وصفه بـ”الهجمات الهجينة”، قائلاً: “لطالما كرهت كلمة Hybrid (هجين) لأنها تبدو ودودة، لكن الحقيقة أنها تشمل عمليات خطيرة مثل التشويش على طائرات مدنية بما قد تكون له عواقب كارثية، محاولات اغتيال شخصيات بارزة في دول الناتو، والهجمات السيبرانية التي طالت مؤسسات حيوية مثل هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا. هذه ليست حوادث صغيرة أو تافهة، إنها هجمات ضخمة بتأثير هائل”.
كما أضاف أنّ التطور في قدرات روسيا الصاروخية غيّر موازين الأمن الأوروبي، مشيراً إلى أنّ “الفارق بين الخطوط الأمامية في ليتوانيا وبين عواصم مثل مدريد أو لاهاي لا يتجاوز الآن 5 إلى 10 دقائق زمن وصول الصواريخ الروسية”، وهو ما يعني أنّ “الجميع على الجبهة الشرقية، سواء كنت تعيش في لندن أو تالين أو بروكسل”.
وفي سياق متصل، أكد الأمين العام للناتو أنّ زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي ليست مرتبطة فقط بضغط خارجي، بل ضرورة لحماية أمن القارة، مشيراً إلى أنّ “التهديد الروسي يتزايد كل يوم”. وقال: “لا يجب أن نكون ساذجين بشأنه. لم يعد هناك فرق بين أوروبا الغربية والشرقية في مستوى الخطر”.
وأشاد روته بدور الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي “كسر الجمود” في ملف أوكرانيا عبر دعوته إلى عقد محادثات في واشنطن قبل أسبوعين، لافتاً إلى أنّ أي سلام دائم “يتطلب جيشاً أوكرانياً أقوى، وضمانات أمنية من الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى داعمة”.
ثم أشار إلى أنّ هناك جهوداً حثيثة تُبذل حالياً من أجل تحديد شكل هذه الضمانات الأمنية، معتبراً أنّ الهدف هو إدخال أوكرانيا في أي محادثات ثنائية أو ثلاثية وهي تملك دعماً لا يتزعزع من شركائها، بما يضمن التزام روسيا بأي اتفاق يتم التوصل إليه.
لكنّه اعترف بأن العملية لا تزال “في مراحلها الأولى”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ التركيز ينصبّ حالياً على مسارين متوازيين: الأول هو جمع الرئيسين فلاديمير بوتين وفلوديمير زيلينسكي على طاولة التفاوض لبحث سبل إنهاء الحرب، والثاني التوصل إلى اتفاق غربي مشترك بشأن ضمانات أمنية طويلة المدى تحول دون تكرار الهجوم الروسي على أوكرانيا.