المملكة العربية السعودية: هل تكون آخر المعاقل لإخماد بركان الشرق الأوسط…؟
فاتن جباري قسم العلاقات الدولية والشؤون الإستراتيجية 09/09/2024
تقديم :
ما الثمن الذي عرضته واشنطن على اسرائيل؟
في تحليل صدر مؤخرا عن مجلة “ذا اكونوميست البريطانية ” أن الحل الكبير لأزمة الشرق الأوسط يبدو متمحورا الآن حول القضية الفلسطينية وبينما تستمر الحرب وراء اسرار قوي من بن يامين ناتنياهو يتجه البحث عن خطة لكبح جماح الصراع في الشرق الأوسط بتنازلات تقدم لإسرائيل …، فمن ستمسك بزمام المهمة ربما تكون المملكة العربية السعودية التي تحمل القاطرة العربية ككل فيما تمتلك نقاط قوة مع الغرب وإسرائيل …. وكمجموعة من المربعات المتداخلة يمكن تفكيك المشكلة، عبر 4 مفاتيح على النحو التالي:
- مفتاح إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو “حل الدولتين”، مع دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل
- مفتاح حل الدولتين هو اتفاق التطبيع السعودي.
- مفتاح التطبيع السعودي هو إنهاء الحرب في غزة.
- مفتاح إنهاء الحرب في غزة هو اتفاق تبادل الأسرى بين دولة الاحتلال و”حماس”.
ويركز التحليل، الذي ترجمته احدى الصحف الخليجية ، بشكل أساسي حول دور الولايات المتحدة في استخدام هذه المفاتيح للتوصل إلى حل يكفل إعادة استقرار المنطقة، ومحاولة تحويل الكارثة الحالية الناتجة عن حرب غزة إلى “فرصة”.
وتضع إدارة بايدن هدفان عريضان، الأول بطلب من الوسطاء الإقليميين، وهو وقف القتال بأي طريقة قبل دخول موسم الانتخابات الأمريكية في خلال الشهر المقبل.
حل الدولتين: ثمن السلام
بعد أن روجت واشنطن لاتفاقات أبراهام لتطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل، بعيدا عن القضية الفلسطينية، بدأت إدارة بايدن في محاولة إعادة صياغة الاتفاق بعد تضمين حل القضية الفلسطينية، بطلب من الرياض.
وتتحدث إدارة بايدن الآن بشكل أكثر وضوحًا عن الحاجة إلى التزام إسرائيلي “ذو مصداقية ولا رجعة فيه ومحدد زمنيًا” تجاه الدولة الفلسطينية. كما أنها تريد دفعة أولى مبكرة – ربما الانسحاب من بعض أراضي الضفة الغربية أو وقف حقيقي للمستوطنات في الضفة الغربية.
ومن شأن الاتفاق أن يسمح لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأن له الفضل في إنهاء حرب غزة ومنح الفلسطينيين دولتهم. ويمكنه أن يظهر إيران ويتفوق على الإمارات العربية المتحدة، التي لم تتمكن من استخدام علاقاتها مع إسرائيل لدفع أي حل دبلوماسي.
لقد أصبح ثمن السلام مع إسرائيل أكثر تكلفة: ليس مجرد “بعد فلسطيني” غامض، بل التزام راسخ بالدولة الفلسطينية، مع خطوات لا لبس فيها وجدول زمني واضح وهنا يقول يقول أحد المصادر السعودية للصحيفة : “نحن نتجه نحو الذهب”.
صفقة تبادل الأسرى
هوالمفتاح الأول “صفقة تبادل أسرى” التي تحوز على كامل الاهتمام الأمريكي الآن، ومعه اهتمام الوسطاء الإقليميين، ويبدو أن الصفقة تقترب الآن، رغم أن الخلاف لا يزال مستمرا بين الاحتلال الإسرائيلي و”حماس”حول مسألة اشتراط الحركة وقف العدوان الإسرائيلي أولا والانسحاب الكامل من غزة، ورفض حكومة نتنياهو ذلك.
ويعرف نتنياهو أن وقف الحرب تماما وسحب الجيش من غزة يعيني “لحظة الحقيقة” بالنسبة له، وهي لحظة مؤلمة، حيث ستنهار حكومته، على الأغلب، ويخسر الانتخابات المقبلة أمام جانتس.
لكن، على الناحية الأخرى، يبدو أنه لا يوجد لنتنياهو جديد يحققه في الحرب الدائرة منذ 4 أشهر، فقد ثبت أن تفكيك “حماس” أمر صعب، كما يقول التحليل، ولا تزال الحركة قادرة على الحركة على الأرض وإطلاق الصواريخ وإعادة تشكيل الكتائب التي تضررت تحت ضربات جيش الاحتلال.
وواقعيا، انتقل القادة الإسرائيليون إلى هدف أكثر واقعية، وهو استعادة الأسرى، وتتبلور تنازلات من أطراف في تل أبيب، ليس من بينها اليمينيون المحيطون بنتنياهو، من أجل هذا الهدف.لكن الولايات المتحدة تأمل في أن تقتنع “حماس” بـ”وقف مؤقت” للقتال، على أمل أن يدفع ذلك إسرائيل إلى التفكير في “اليوم التالي”.
–خطة اليوم التالي: سلطة تنفيذية فلسطينة بتفويض عربي على أن تكون منزوعة السلاح !!
يقول التحليل إن “حماس” نقلت، عبر مصر، عدم اهتمامها بإعادة السيطرة الإدارية على غزة ما بعد الحرب. ويرى متابعون إسرائيليون أن “حماس” غير المدمرة ربما تريد تكرار نموذج “حزب الله” بالسماح لحكومة ضعيفة بحكم غزة، مع استمرار احتفاظ الحركة بقدراتها وسلاحها، بينما يتحدث آخرون عن مجلس انتقالي في غزة يمكن تشكيله بتفويض رسمي من السلطة الفلسطينية أو من الدول العربية على أن تكون منزوعة السلاح.
وهنا، تبرز مسألة “إصلاح السلطة الفلسطينية” وتأهيلها لتولي السيطرة مجددا، و”تدرس واشنطن إنشاء “مجموعة اتصال” للضغط من أجل الإصلاح، تضم مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وربما تركيا وقطر”.
ماذا لو استمر نتنياهو في الرفض “هل يكون التطبيع عربون حل للأزمة “؟
إذا رفض نتنياهو الحلول السابقة، ويتوقع أن يفعل، فسيتعين على بايدن أن يقرر ما إذا كان سيضغط على حكومته أم لا.
ففي عام الانتخابات، يجب على بايدن أن يوازن بين خطرين سياسيين: الأول هو أن دعم حرب إسرائيل يؤدي إلى إبعاد التقدميين والناخبين الشباب والأمريكيين المسلمين، خاصة في الولايات المتأرجحة مثل “ميشيجان”. ولدى أمريكا وسائل أكثر بكثير لممارسة الضغط على إسرائيل كوقف الإمدادات العسكرية، وحرمان إسرائيل من الحماية من القرارات العدائية في الأمم المتحدة ولكن هذا كله تمويه لأن لدى أمريكا عقيدة هي احتضان إسرائيل وان خيارها الواضح في الإستجابة الى خطة واشنطن التي جائت على لسان الرئيس الإسرائيلي ان “تطبيع السعودية مفتاح مهم لإنهاء حرب غزة كشرط جوهري “