الملف الليبي.. نجاح في الخطوط الكبيرة وتخبط الجزئيات
حلت الدكتورة بدرة قعلول، مديرة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية بتونس، ضيفة على”قناة 218″ الإخبارية، في اطار التغطية الإعلامية الخاصة بملتقى الحوار السياسي الليبي بتونس برعاية بعثة الأمم المتحدة .
وأشارت في البداية إلى أنه لا يمكن الحديث عن حوار ليبي وحيد بل هم مجموعة حوارات مصغَرة ومطوَلة بخصوص الملف الليبي الشائك، كما تحدَثت عن مجموعة الـ 75 الحاضرين بتونس لمناقشة الملف، متسائلة عن كيفية اختيارهم وأسسه؟
وصرَحت السيدة بدرة بأن الملتقى المنعقد بتونس كان من المأمول أن يكون النهاية الفاصلة والحاسمة للمصالحة الليبية، ولكن على ما يبدو لايزال المشوار طويلا للحديث عن حل للأزمة الليبية وخلق بيئة توافقية لتخرج البلاد الى بر الأمان ، مشيرة إلى أن هناك الكثير من البنود لا بدَ من إعادة صياغتها.
وفي إجابة على سؤال حول إمكانية خروج الحوار بقرار حكومة مرحلة انتقالية أم أن الوضع سيبقى على ما هو عليه، أكدت أن مجموعة الـ 75 قد لاترسي قواعد ثابتة لاتفاق شامل نظرا لتراكمات خطيرة طيلة عشر سنوات من الصراع والأحقاد والجرائم، منوَهة إلى ما راج حول مشاورات ربما تنعقد في الجزائر، كما يمكن عقد لقاء أخر في ليبيا بـ”غدامس” وربما بالقاهرة قبل ذلك .
وأكَدت الدكتورة أن مؤتمر تونس هو المحطة السياسية الأولى التي ربما ستضع نقاطا معينة على حروف معيَنة فيما يتعلق بالمصالحة الليبية، قائلة ” تونس لا تتجاوز كونها فصلا من فصول الأمم المتحدة، لكن الجمل الطويلة لا تزال تائهة.”
وقالت إن الملف الليبي هو ملف تونسي – ليبي- جزائري – مصري،في جوانب أساسية، بينما بعض القوى الدولية والإقليمية لا تريد حلا قريبا، فهمي تشتت المشتت وتقسم المقسَم،وهي التي تسببت في إذكاء الصراع في ليبيا وبين الليبيين .
وأضافت الدكتورة بدرة، أن هذا الحديث ليس من باب التشاؤم ولكن من باب التنويه الى أن الملف الليبي هو ملف الليبيين بدرجة أولى، ويجب أن يبقى كذلك ويجب ألاَ يتم تقرير الخطى الكبرى من خارج النطاق الليبي .
وأثارت تساؤلا حول مدى حاجة ليبيا اليوم إلى مرحلة انتقالية،خاصة أن التسارع والصراع على السلطة لن يكون في صالح ليبيا، فكيف والحديث اليوم عن انتخابات في ظل غياب نظام واضح داخل الدولة،وهنا لا بد من العمل على اختيار نظام للدولة ثم بعد ذلك الذهاب إلى خطوة الإنتخابات تحت راية نظام واضحة.
وقالت إن النصيحة الملحَة اليوم هي عدم التكالب على السلطة وعدم التهافت على المناصب السياسية بل العمل على وضع لجان دستورية وهي التي ستشتغل بدورها على موضوع الإنتخابات .
كما أكدت الدكتورة قعلول على أن لقاء الغردقة كان ناجحا بامتياز ، حيث تم التوقيع على اتفاق ثلاث نقاط مهمة وهي وقف إطلاق النار وحماية الموانئ، وموضوع إخراج المرتزقة، وبعد هذا الإتفاق كان الإنتقال إلى جينيف .
وعلقت الدكتورة على حديث الأمين العام للأمم المتحدة حول المرتزقة وإشارته إلى الشركات العسكرية متعددة الجنسيات القتالية كالسادات و البلاك-واتر ، معيبة عليه عدم الحديث عن نقطة مهمة هنا وهي الميليشيات ونزع السلاح وعن طريقة المحاسبة وكيفية إعادة إدماج عناصر الميليشيات داخل المؤسسة الأمنية،مشيرة إلى أن هذه هي النقطة الأصعب وستكون عقبة كبيرة أمام تحقيق الوحدة الوطنية الليبية في إطار المصالحة .
واعتبرت أن لقاء غدامس هو الأنجح على المستوى الملموس توافقيا ونظريا، إذ لم يعد الحديث عن مجموعة خمسة+خمسة بل نتحدث اليوم عن مجموعة العشرة ، معتبرة إياه الوحيد الناجح إلى حد الآن.
وفي إجابة على سؤال حول الحل الليبي هو حل أمني أم سياسي؟، نوهت الدكتورة درة إلى أن النقطة الجوهرية ونقطة الإرتكاز مرتبطة بنجاح مجموعة العشرة ، ففي نجاح مسار مشاوراتهم سيكون الضامن العسكري هو الحاضر الفاعل، مؤكدة على ضرورة الموازنة بين القوة العسكرية التي يجب أن تكون تحت إشراف رئاسة الدولة والعمل يجب أن يكون بالتوازي بين الجانب العسكري و الأمني .
كما أثارت تساؤلا حول من سيتولى قيادة أركان الجيش ومن سيتولى قيادة الأمن على خلفية وجود المؤسستين بالصورة، وكيف ستتم المصالحة وعلى أية أسس ستتم تسمية المسؤولين على رأس المؤسستين ؟
وفي الختام أكدت الدكتورة بدرة قعلول أن الملف الليبي وإن نجح المتفاوضون في تحديد الخطوط العريضة إلا أنه لم ينجح في الجزئيات البسيطة.