المكونات السياسية الأساسية داخل فريق ترامب
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية 09-01-2024
كانت أول الفاتحة في فريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب كان مكونا من “إيلون ماسك” و”وفيفيك راما سوامي” ومهمتهما تفكيك الحكومة الفيدرالية الأمريكية وإعادة تركيبها وقد أصبحت أكثر رشاقة وكفاءة بحسب تخطيطهم للمرحلة القادمة.
مثل ذلك سوف يمثل أكبر عملية تغيير في الولايات المتحدة منذ الرئيس فرانكلين روزفلت وسياسته عن “الصفقة الجديدة” أو New Deal التي بدأت عمليات التدخل الحكومي الضخمة في الاقتصاد والمجتمع الأمريكي.
هذه السياسة مع الحرب العالمية وغيرها من الحروب أعطت الليبرالية الأمريكية مساحة واسعة للتدخل سواء كان ذلك على مستوى الرئاسة أو الكونجرس أو المحكمة الدستورية.
الآن فإن المهمة سوف تكون مختلفة فهي سوف تعطي الرئيس والرئاسة والسلطة التنفيذية الكثير؛ بينما يسيطر حزبها على مجلسي الكونجرس ومعهما المحكمة الدستورية العليا.
ما يهمنا هنا أن بقية فريق ترامب يقوم على أيديولوجية تعكس الاتجاه المضاد لما فعله روزفلت ومن جاءوا بعده قبل ثمانين عاما؛ وفي السياسة الخارجية التي يوجد للرئيس فيها باع كبير فإنها فيما يخصنا في الشرق الأوسط تعد مروعة.
وإذا كان اختياره “روبرت كيندي” المعادي للقاحات وزيرا للصحة؛ فإنه على هذا المنوال اختار طاقما للسياسة الخارجية لا يرى أن هناك قضية فلسطينية، ولا فلسطينيين، ولا احتلالا، ولا مذابح جماعية، ولا حلا للدولتين مادام أن كل ما سبق لن يكون مطروحا.
وسواء كان المختار هو مستشار الأمن القومي أو وزير الخارجية أو الدفاع أو رئيس المخابرات المركزية الأمريكية أو سفيرا لدى إسرائيل أو غيرهم من المشاركين في رسم الرئاسة الأمريكية تجاه الحرب الجارية المتعددة الأطراف في الشرق الأوسط؛ فإن جميعهم لديهم من المواقف الأيديولوجية والدينية ما يغلق كل الطرق نحو السلام.
الواقع الإقليمي العربي والشرق أوسطي لديهم هو خلطة من الإرهاب والتعصب والتخلف والعداء للغرب والمسيحيين واليهود ولا ينفع معهم إلا العنف الإسرائيلي الذي على أمريكا أن تؤيده حتى ينتهي من المهمة.
ويتكوّن الطاقم السياسي لإدارة ترامب من ثلاثة معسكرات وهم كالتالي:
المعسكر الأول: التفوق الأميركي “The American Supremacists“
هم مجموعة من الخبراء وصناع القرار الذين يدافعون عن الهيمنة العسكرية العالمية المطلقة للولايات المتحدة، ويؤمنون بأنها يجب أن تحافظ على تفوقها العسكري والاقتصادي في جميع المجالات على مستوى العالم، بغض النظر عن السياق أو المنافسة.
تركز أولوياتهم على قمع أي منافس محتمل في جميع المجالات بما في ذلك الاقتصاد، والسياسة، والتكنولوجيا. كما يعطون أهمية كبيرة للحرب الإيديولوجية، ويعتبرون أن فرض القيم الأميركية عالميًا هو جزء أساسي من الاستراتيجية الخارجية الأمريكية، ويؤيدون أيضًا خوض صراعات تجارية وأمنية لتحقيق هذه الهيمنة.
يتمثل هذا المعسكر بالسيناتور ماركو روبيو “مرشح كوزير خارجية”، وبيتر نافارو كمستشار للتجارة في البيت الأبيض.
المعسكر الثاني: المقَيدون الاستراتيجيون “The Strategic Restrainers”
هم مجموعة من الخبراء وصناع القرار الذين يتبنون نهجًا أكثر تحفظًا في السياسة الخارجية للولايات المتحدة يؤمنون بأن الولايات المتحدة يجب أن تركز على حماية مصالحها الحيوية وأمنها الوطني فقط، وأن تنافس في مجالات مختارة بعناية مع الحفاظ على مواردها العسكرية والاقتصادية. يفضلون تقليص التدخلات العسكرية العالمية وتقليص بصمة الولايات المتحدة على الساحة الدولية، مع التأكيد على زيادة مشاركة الحلفاء في تحمل المسؤوليات الأمنية والاقتصادية. كما يعارضون الحروب التجارية والمعارك الإيديولوجية، معتبرين أن تعزيز القيم الأميركية في جميع أنحاء العالم ليس بالضرورة وسيلة فعالة لتحقيق الأمن والمصالح طويلة الأجل.
يتمثل هذا المعسكر بمرشح لوزارة الدفاع بيت هيجسيث، ومرشح لوكالة المخابرات المركزية جون راتكليف، ومرشحة لمدير الإستخبارات الوطنية تولسي جابارد، ومرشح لوزارة الخزانة سكوت بيسنت، ومرشح لوزارة التجارة هوارد لوتنيك، ومرشح لسفير الصين ديفيد بيردو.
المعسكر الثالث: المحيطين الهندي والهادئ أولاً
هو أحد المعسكرات الجيوستراتيجية التي تُركز على إضفاء الأولوية على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، باعتبارها المصلحة الأساسية للأمن القومي الأمريكي. يتبنى هذا المعسكر سياسة تقليص أهمية أوروبا في الاستراتيجية العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة، مع تحول كبير نحو تعزيز الحضور الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
أعضاء هذا المعسكر يعتقدون أن المنافسة الرئيسية في المستقبل ستكون مع الصين، وأن الاستثمارات والموارد العسكرية يجب أن تُوجه بشكل أساسي إلى مواجهة التحديات القادمة من الصين، سواء في ما يتعلق بالاقتصاد أو السياسة أو الأمن العسكري.
يتمثل هذا المعسكر بنائب الرئيس المنتخب جيه فانس، ومرشح مستشار الأمن القومي مايكل والتز.