المسيّرات الإسرائيلية تفرض واقعاً جديداً في جنوب لبنان وتحول القرى الحدودية إلى منطقة عازلة بالنار

قسم الأخبار الدولية 28/07/2025
شهد جنوب لبنان تصاعداً في استخدام إسرائيل للمسيّرات كوسيلة للسيطرة والرصد، ما دفع سكان القرى الحدودية إلى وصف الوضع الحالي بأنه «احتلال من دون جنود». وأكد الأهالي أن المشهد تغيّر مقارنة بفترة الاحتلال التقليدي سابقاً، إذ لم تعد هناك معابر أو دوريات مدرعة وحواجز ثابتة، بل حلّت مكانها طائرات مسيّرة تراقب كل حركة وتفرض قيوداً غير معلنة على حياتهم اليومية.
روى أحد سكان المنطقة أن الطائرات الإسرائيلية باتت تحدد عملياً من يستطيع العودة إلى قريته أو البقاء فيها، مستغنية عن أي وجود بري. وأشار آخرون إلى أن تلك المسيّرات لم تكتف بالمراقبة من الجو، بل قامت باقتحام خصوصيات البيوت عبر النوافذ المفتوحة وتصوير الداخلين إليها، وهو ما تم توثيقه في حادثة عندما خاطب قائد إحدى المسيّرات زوجين مسنين في بلدة حولا بينما كانا يحتسيان القهوة.
من جهتها، أكدت مصادر أمنية لبنانية لصحيفة «الشرق الأوسط» أن المنطقة الجنوبية تحولت إلى ما يشبه «منطقة عازلة بالنار»، حيث تنفذ إسرائيل استهدافات مباشرة ضد السكان والمنازل كلما رصدت أي نشاط تعتبره تهديداً. وترى السلطات اللبنانية أن هذا الأسلوب الجديد في فرض السيطرة الجوية يعكس انتقال إسرائيل إلى مرحلة «احتلال عن بعد» يعتمد كلياً على التكنولوجيا العسكرية.
ويأتي هذا التطور في ظل استمرار التوتر على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ أشهر، وسط تحذيرات من أن هذا النمط من السيطرة عبر المسيّرات يعيد رسم معادلة الصراع ويزيد من هشاشة الوضع الأمني لسكان الجنوب.