آسياأخبار العالمأمريكا

واشنطن تشدّد القيود على برنامج طهران النووي وتفرض عقوبات جديدة على كيانات إيرانية داعمة له

فرضت وزارة الخزانة الأميركية، يوم الأربعاء 9 أبريل 2025، حزمة جديدة من العقوبات على خمسة كيانات وشخص واحد في إيران، متهمة إياهم بدعم البنية التحتية الرئيسية للبرنامج النووي الإيراني، في إطار ما وصفته واشنطن بـ”النهج الاستباقي لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي”.

وذكرت الوزارة، في بيان رسمي، أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) أدرج على قائمة العقوبات كلاً من الكيانات الخمسة والشخص المعني لدورهم المباشر في تمكين منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، الجهة المسؤولة عن الإشراف على تطوير الأنشطة النووية في البلاد، إضافة إلى دعمهم شركة تكنولوجيا الطرد المركزي الإيرانية، التي تُعد من أبرز الجهات التقنية المتخصصة في تطوير أجهزة الطرد المتقدمة.

تأكيد على استمرار الضغوط الاقتصادية

أكد وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أن الخطوة تعكس التزام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بمنع إيران من حيازة قدرات نووية عسكرية، معتبراً أن “السعي المتهور للنظام الإيراني للحصول على أسلحة نووية لا يزال يُشكّل تهديداً خطيراً للولايات المتحدة، وأيضاً للاستقرار الإقليمي والأمن العالمي”. وشدد على أن وزارة الخزانة ستواصل استخدام أدواتها المالية والدبلوماسية لعرقلة ما وصفه بـ”أجندة إيران لزعزعة الاستقرار الإقليمي”.

جزء من استراتيجية أميركية أوسع

تأتي هذه العقوبات في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً متصاعداً بين إيران والقوى الغربية، على خلفية فشل مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، واستمرار طهران في توسيع أنشطتها النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بنسبة تقترب من المستويات العسكرية. وتشير تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران راكمت مخزوناً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، مما يقلّص الفترة الزمنية اللازمة لإنتاج سلاح نووي محتمل.

ردود محتملة من طهران

ورغم عدم صدور رد رسمي فوري من السلطات الإيرانية، يتوقّع مراقبون أن تستنكر طهران هذه العقوبات، باعتبارها جزءاً من سياسة “الضغط الأقصى” التي انتهجتها واشنطن منذ انسحابها من الاتفاق النووي عام 2018. وتتهم إيران الولايات المتحدة بانتهاك الاتفاق، وتطالب برفع كامل للعقوبات مقابل التراجع عن خطواتها التصعيدية في البرنامج النووي.

أفق التصعيد ومخاوف من التصادم

في ظل غياب أفق سياسي واضح لاستئناف المحادثات النووية، وتحذيرات متكررة من واشنطن وتل أبيب بشأن “نفاد الوقت”، يُخشى أن تُمهد هذه العقوبات لمزيد من التصعيد في الساحة الإقليمية، خاصة في ظل التوترات العسكرية المتنامية في كل من العراق وسوريا واليمن، حيث تنشط جماعات مرتبطة بإيران. ويرى محللون أن الإجراءات المالية الأميركية باتت تلعب دوراً محورياً في محاولة كبح قدرات طهران النووية، بالتوازي مع تعزيز الردع العسكري في المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق