المركز الدولي للدراسات الإستراتجية الأمنية والعسكرية: ورشة عمل فكرية تبحث مستقبل القضية الفلسطينية في ظل الاعترافات الدولية

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية والعلاقات الدولية 03-10-2025


نظّم المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية يوم الخميس 2 أكتوبر 2025 ورشة عمل فكرية حملت عنوان “المشهد السياسي الفلسطيني في ظل الإبادة بغزة والحراك الدولي والاعترافات بدولة فلسطين“.
وقد جمعت هذه الورشة نخبة من الأكاديميين والمحللين والباحثين من مصر والأردن والجزائر وتونس وفلسطين، إضافة إلى شباب جامعيين، في محاولة لإستشراف تداعيات الموجة الجديدة من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين ومستقبل هذا التحول السياسي على الساحة العالمية.
وكان ضيف الشرف للورشة والمحاضر دولة الرئيس الحكومة السابق وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس مركز الأبحاث الفلسطيني الدكتورمحمد إشتية، من رام الله. كذلك شارك الدكتور إمحمد إشتية في تأطير النقاش حيث قدّم عرضاً معمقاً حول الخلفية التاريخية والسياسية لملف الاعترافات الدولية، رابطاً بين اللحظة الراهنة والسياق الممتد منذ إعلان الرئيس الراحل ياسر عرفات قيام دولة فلسطين عام 1988.
وأكد المتحدث أنّ ما يجري اليوم من انضمام بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال ودول أخرى إلى قائمة المعترفين بدولة فلسطينية، يعكس تحوّلاً استراتيجياً في التوجه الدولي تجاه القضية الفلسطينية من الناحية السياسية، خصوصاً بعد أن وصل عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين إلى 159 دولة من أصل 193 عضو في الأمم المتحدة وهذا يعتبر مكسبا سياسيا للفلسطنيين.
وتناول النقاش البعد العملي لهذه الاعترافات، حيث اعتبر الخبراء أنّها خطوة لتكريس حق الفلسطينيين في السيادة الوطنية وتجسيد حل الدولتين على حدود 1967، خاصة في ظل الإبادة المتواصلة ضد المدنيين في غزة والضفة الغربية. وطرح المشاركون أسئلة محورية حول مدى انعكاس الاعترافات على مكانة فلسطين في الأمم المتحدة، وإمكانية تطوير التمثيل الدبلوماسي الأجنبي لدى الدولة الفلسطينية، فضلاً عن السيناريوهات المتوقعة لردود الفعل الإسرائيلية والضغط الأميركي المحتمل لفرملة هذا المسار.
كما شدّد المحاضرون على أنّ السياق الحالي يتجاوز البعد الرمزي نحو محاولة إرساء قواعد قانونية وسياسية تفتح المجال أمام فلسطين لتعزيز موقعها في المؤسسات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية واليونسكو.
ورأى الحضور أنّ الزخم الدبلوماسي الحاصل لا يمثل فقط رصيداً سياسياً للفلسطينيين، بل يشكّل أيضاً اختباراً للمجتمع الدولي في مواجهة ازدواجية المعايير، خاصة مع تفاقم الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني.
واختتمت الورشة بالتأكيد على أنّ المستقبل القريب سيثبت فعلا أنّ الاعتراف سيتحول إلى رافعة عملية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ولن يبقى محصوراً في دائرة المواقف الرمزية.




